انواع الصداع واسبابه: دليل شامل لتخفيف الآلام
يُعد الصداع أحد أكثر الشكاوى الصحية شيوعًا على مستوى العالم، ويُعاني منه الملايين بشكل منتظم. ورغم أن الصداع قد يبدو عرضًا بسيطًا، إلا أنه يتخذ أشكالًا وأنواعًا متعددة، لكل منها أسبابه وأعراضه المميزة. فهم هذه الأنواع يُعد الخطوة الأولى نحو التشخيص الصحيح والعلاج الفعال، مما يساعد على تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة.
الصداع التوتري: يُعتبر الصداع التوتري النوع الأكثر شيوعًا، ويُوصف عادةً بأنه شعور بضغط أو شد حول الرأس، كأن هناك رباطًا ضاغطًا. الألم يكون خفيفًا إلى متوسطًا، ويصيب جانبي الرأس أو مؤخرته، وقد يمتد إلى الرقبة والكتفين. غالبًا ما يرتبط هذا النوع من الصداع بالإجهاد، التوتر، وضعف النوم، أو حتى وضعية الجلوس غير الصحيحة لفترات طويلة أمام الكمبيوتر. لا يرافقه عادةً غثيان أو قيء، ولا يتأثر بالنشاط البدني.
الصداع النصفي (الشقيقة): يُعرف الصداع النصفي بأنه أكثر شدة وإيلامًا من الصداع التوتري. يتميز بألم نابض أو خافق، غالبًا ما يصيب جانبًا واحدًا من الرأس، ولكنه قد ينتشر ليشمل الرأس كله. يُصاحبه عادةً غثيان، قيء، وحساسية شديدة للضوء والصوت والروائح. قد تسبق نوبة الصداع النصفي “هالة”، وهي اضطرابات بصرية مثل رؤية ومضات ضوئية أو نقاط عمياء، أو حتى شعور بالوخز في الأطراف. تتعدد أسباب الصداع النصفي وتشمل الوراثة، التغيرات الهرمونية لدى النساء، التوتر، بعض الأطعمة والمشروبات (مثل الجبن الأحمر والكافيين)، وتغيرات الطقس.
الصداع العنقودي: يُعد الصداع العنقودي من أشد أنواع الصداع ألمًا، ولكنه أقل شيوعًا. سُمي بهذا الاسم لأنه يظهر في “عناقيد” أو فترات متكررة، قد تستمر لأسابيع أو أشهر، تتبعها فترات خالية من الصداع. يتميز بألم حاد وثاقب، عادةً ما يكون خلف عين واحدة أو حولها، وقد يصاحبه احمرار العين، سيلان الدموع، انسداد الأنف أو سيلانه من نفس الجانب المصاب، وتورم الجفن. يرتبط هذا النوع غالبًا بالرجال المدخنين، وقد تتفاقم نوباته مع استهلاك الكحول.
الصداع الثانوي: بخلاف الأنواع الأولية المذكورة أعلاه (التوتري، النصفي، العنقودي)، فإن الصداع الثانوي هو عرض لمشكلة صحية كامنة أخرى. يمكن أن تتراوح الأسباب من حالات بسيطة مثل الجفاف، التهاب الجيوب الأنفية، أو إجهاد العين، إلى حالات أكثر خطورة مثل ارتفاع ضغط الدم الشديد، العدوى (مثل التهاب السحايا)، النزيف الدماغي، الأورام، أو حتى السكتة الدماغية. أي صداع مفاجئ، شديد، أو مصحوب بأعراض عصبية (مثل ضعف في الأطراف، تغير في الرؤية، أو صعوبة في الكلام) يتطلب عناية طبية فورية.
فهم نوع الصداع الذي تعاني منه أمر بالغ الأهمية. ففي حين يمكن علاج معظم حالات الصداع التوتري بالمسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية وتغيير نمط الحياة، يتطلب الصداع النصفي والعنقودي أدوية وعلاجات متخصصة. أما الصداع الثانوي، فيتطلب تحديد وعلاج السبب الكامن وراءه. دائمًا ما يُنصح باستشارة الطبيب في حال تكرار الصداع، أو شدته، أو مصاحبته لأي أعراض أخرى مقلقة.