انقطاع التنفس أثناء النوم يؤدي إلى مرض خطير
يعاني الكثيرون من مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم أو الشخير الشديد، وقد أظهرت دراسة جديدة أن جزءاً من الدماغ مرتبط بالذاكرة ينكمش لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب شديد في التنفس أثناء النوم، والتي يمكن أن تشمل الشخير الشديد وانقطاع النفس أثناء النوم. ويتوقف الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم عن التنفس لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر في كل مرة عدة مرات في الليل، وهو ما يزيد خطر إصابتهم بانكماش الدماغ الذي يؤدي تباعاً للإصابة بالزهايمر. واضطراب النوم الذي يؤدي لانقطاع التنفس أثناء النوم إذا لم يتم علاجه، سيزيد من خطر الإصابة بالخرف، ويعود ذلك إلى الفص الصدغي الإنسي، وهو منطقة من الدماغ ضرورية للذاكرة واستدعاء الحقائق والأحداث، والجزء المدفون في عمق تلك المنطقة هو الحُصين، وهو هيكل معقد مهم للتعلم وترميز الذاكرة ودمجها والتنقل المكاني.
انقطاع التنفس الليلي وخطر الإصابة بالزهايمر
وجدت الدراسة أن فقدان حجم الدماغ وانكماشه يحدث فقط عندما يكون لدى الشخص أيضاً تراكم في لويحات بيتا أميلويد، وهي علامة مميزة لمرض الزهايمر. وقد وجد الباحثون أن انقطاع التنفس أثناء النوم مرتبطة بأحجام أقل في الحُصين وفي مناطق فرعية مختلفة من الفص الصدغي الإنسي، كما أن الأشخاص الذين ليس لديهم لويحات أميلويد لم يكن لديهم هذا الحجم الأدنى من الدماغ، حتى لو كانوا يعانون من انقطاع النفس النومي الشديد. ويقول الخبراء إن تراكم الأميلويد في الدماغ يمكن أن يبدأ قبل عقود من ظهور أي علامات سريرية للتدهور المعرفي، وبعد سن السبعين، يعاني ثلث الأشخاص الطبيعيين معرفياً من تراكم مادة الأميلويد في أنسجة المخ. وفقاً لنتائج دراسة مثيرة للاهتمام، أجريت في فبراير 2022، وجدت أن الرواسب لا تؤدي بالضرورة إلى الإصابة بمرض الزهايمر، فالكثير من كبار السن لديهم دليل على انتشار الأميلويد في أدمغتهم ولا يعانون من مرض الزهايمر. من جانبه قال رودي تانزي، أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، والذي لم يشارك في الدراسة إنه أثناء النوم وخاصة النوم العميق بطيء الموجة، يزيل الدماغ الكثير من تراكم الأميلويد في الدماغ. ومن أجل الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم العميق لتجديد نشاط الدماغ، يحتاج البالغون إلى سبع ساعات على الأقل من النوم المتواصل، ومع ذلك يمكن للأشخاص الذين يشخرون بغزارة أو الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم تجربة مئات من حالات الاستيقاظ الصغيرة كل ليلة، على الرغم من أنهم لا يدركون ذلك. وقال تانزي: “من المنطقي أن يكون توقف التنفس أثناء النوم مرتبطاً بانخفاض حجم الدماغ لدى الأفراد الأكبر سناً، وخاصة أولئك الذين يعانون من ترسبات الأميلويد، وإذا لم تتم إزالة الأميلويد بشكل صحيح، فإنه سيبدأ سلسلة من أعراض مرض الزهايمر التي تؤدي في النهاية إلى الخرف”.
توقف التنفس أثناء النوم وعلاقته باللويحات
فحصت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neurology، البيانات التي تمَّ جمعها عن 128 شخصاً تخطوا سن الـ65 عاماً يشاركون في تجربة Age Well، وهي تجربة سريرية عشوائية مستمرة في كان الفرنسية، تم تصميم التجربة لاختبار التدخلات المتعلقة بالشيخوخة المعرفية. وكان جميع المشاركين خالين من أية أمراض معرفية أو نفسية أو مزمنة في بداية الدراسة، ولم يكن أي منهم مصاباً بانقطاع التنفس أثناء النوم في بداية الدراسة، وتمَّ استبعاد أولئك الذين طوروا اضطرابات التنفس أثناء النوم وعولجوا بضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، المعروف أيضاً باسم CPAP من نتائج الدراسة. وخضعت مجموعة الدراسة لمسح للدماغ، واختبارات ذاكرة تكررت في حوالي 21 شهراً، ودراسة نوم ليلية أجريت في منازلهم، حيث أظهر اختبار النوم أن 91 من أصل 122 مشاركاً في الدراسة يعانون من انقطاع التنفس النومي المعتدل إلى الشديد، لكن معظمهم لم تظهر عليه أعراض كثيرة واضحة، فقد عانى 11 شخصاً فقط من النعاس المفرط أثناء النهار. وستة وعشرون من المشاركين لديهم لويحات أميلويد في أنسجة المخ، وفي هؤلاء الأشخاص تم ربط التنفس المضطرب الشديد أثناء النوم بحجم أقل في الفص الصدغي الإنسي، ووجدت الدراسة أنه كلما زادت حدّة انقطاع النفس، زاد فقدان الحجم. بالإضافة إلى ذلك ارتبطت الأحجام المنخفضة في بعض مناطق الفص الصدغي الإنسي بأداء ذاكرة أسوأ تم تقييمه بعد 18 شهراً، ومع ذلك، لم يتم العثور على انكماش في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم والذين ليس لديهم لويحات أميلويد، وهذه النتيجة تشير إلى أن بعض الأفراد قد يكونون أكثر عرضة للآثار السلبية لاضطرابات النوم التي تؤثر على التنفس وتقطع النوم.