الوقاية من أدوار السخونية في تغير الفصول.. ودور المناعة والتغذية
نزلات البرد والحمى هي جزء لا مفر منه من مرحلة الطفولة، حيث يتعرض الطفل باستمرار لسلالات جديدة من الفيروسات لبناء جهازه المناعي. ومع ذلك، يمكن للوالدين اتخاذ خطوات فعالة لتقليل تكرار هذه النوبات وشدتها، خاصة خلال فترات تغير الفصول التي تُعرف بانتشار العدوى.
أولاً: عوامل تضعف مقاومة الطفل في التقلبات الجوية
على الرغم من أن الفيروسات هي المسبب الرئيسي، إلا أن هناك عوامل تساعدها على التغلب على دفاعات الطفل:
1. الإجهاد الحراري وسوء التكيف:
- التعرق والتبريد: عند اللعب في الخارج، قد يتعرق الطفل وعندما يدخل إلى مكان مغلق أو يتعرض لتيار هواء بارد، يحدث تبريد سريع للجسم، مما يضغط على جهاز المناعة.
2. الجفاف الموسمي:
- في الشتاء: ينسى الأطفال شرب الماء، وقد يؤدي الهواء الجاف داخل المنزل بسبب التدفئة إلى جفاف الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، مما يسهل اختراق الفيروسات.
- في الصيف: يؤدي ارتفاع الحرارة والتعرق إلى فقدان السوائل بسرعة، مما يضعف وظائف الجسم العامة والمناعة.
3. الروتين المتغير:
- العودة إلى المدارس: تمثل فترة الانتقال من الإجازة إلى الدراسة (بداية الخريف) بيئة مثالية لنقل الفيروسات بين الأطفال.
ثانياً: استراتيجيات الوقاية الفعالة
الوقاية هي خير علاج، وهي تعتمد على تدعيم مناعة الطفل ومقاومته البيئية:
1. النظافة الشخصية الصارمة:
- غسل اليدين: يجب التأكيد على غسل الأيدي المتكرر بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، خاصة بعد اللعب، العطس، السعال، وقبل تناول الطعام.
- تجنب لمس الوجه: تعليم الطفل عدم لمس العينين، الأنف، والفم لمنع انتقال الفيروسات من الأسطح الملوثة.
2. النظام الغذائي المعزز للمناعة:
- فيتامين ج (C): يوجد في الحمضيات، الفلفل الحلو، والفراولة، ويعمل كمضاد للأكسدة ويدعم وظيفة الخلايا المناعية.
- فيتامين د: التأكد من حصول الطفل على كميات كافية من خلال الغذاء والمكملات (تحت إشراف طبي) والتعرض الآمن للشمس.
- الزنك: يوجد في اللحوم والبقوليات والمكسرات، وهو مهم لتطور الخلايا المناعية.
3. إدارة بيئة الطفل (الملابس والتهوية):
- الملابس الطبقية: مع تقلبات الجو، يُفضل إلباس الطفل ملابس “طبقات” بحيث يمكن إزالة أو إضافة قطعة بسهولة عند الشعور بالحر أو البرد، بدلاً من تخفيف الملابس بشكل مفاجئ.
- تهوية الأماكن المغلقة: الحرص على تهوية المنزل وفتح النوافذ بانتظام حتى في الطقس البارد لتقليل تركيز الفيروسات والبكتيريا في الهواء.
- استخدام المرطب: استخدام جهاز ترطيب الهواء (Humidifier) في غرفة الطفل خلال ليالي الشتاء الباردة لمنع جفاف الممرات الأنفية.
4. التطعيمات الموسمية:
- لقاح الإنفلونزا: يُوصى بإعطاء لقاح الإنفلونزا السنوي للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر لحمايتهم من سلالات الفيروس الشائعة في الموسم.
ثالثاً: متى يجب استشارة الطبيب فوراً؟
على الرغم من أن معظم نوبات الحمى تعالج منزلياً، إلا أن بعض العلامات تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً:
- الرضع أقل من 3 أشهر: أي ارتفاع في الحرارة فوق $38$ درجة مئوية.
- الحمى المستمرة: استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام.
- أعراض خطيرة: ظهور تصلب في الرقبة، صداع شديد، صعوبة في التنفس، تشنجات، أو خمول شديد.
الخلاصة:
التعامل مع السخونية الموسمية يتطلب مزيجاً من المعرفة بكيفية عمل الفيروسات، والالتزام بإجراءات النظافة، وتدعيم المناعة بالغذاء والروتين الصحي المناسب للتقلبات الجوية.














