النظام الغذائي القلوي.. المفهوم، الأهداف، وأسس التطبيق

غير مصنف

استمع الي المقالة
0:00

النظام الغذائي القلوي.. المفهوم، الأهداف، وأسس التطبيق

النظام الغذائي القلوي (Alkaline Diet)، المعروف أيضاً باسم حمية توازن الحمض والقاعدة (Acid-Alkaline Balance Diet)، هو نموذج غذائي يركز على استهلاك أطعمة يُعتقد أنها تساعد في الحفاظ على مستوى قلوي (مرتفع في درجة الـ pH) في سوائل الجسم، وخاصة البول. يقوم هذا النظام على فرضية أن الأطعمة المختلفة تولد “رمادًا” حمضيًا أو قلويًا بعد عملية الهضم، وأن تناول الأطعمة الحمضية بكثرة يمكن أن يؤدي إلى “حُموضة” مزمنة تؤثر سلباً على الصحة.

الفرضية الأساسية للنظام القلوي

يعتمد المفهوم الرئيسي على أن عملية التمثيل الغذائي تحول الطعام إلى طاقة، وتترك وراءها نفايات تُسمى “الرماد الأيضي”. يمكن أن يكون هذا الرماد إما حمضيًا أو قلويًا أو محايدًا.

  • الأطعمة الحمضية الرماد (Acid-Forming): تشمل اللحوم، الدواجن، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان، والحبوب، وبعض المكسرات.

  • الأطعمة القلوية الرماد (Alkali-Forming): تشمل معظم الفواكه والخضروات، وبعض البقوليات والمكسرات.

  • الأطعمة المحايدة: تشمل الدهون الطبيعية والسكريات النقية.

يهدف النظام الغذائي القلوي إلى تحقيق التوازن الأمثل في درجة الحموضة (pH) داخل الجسم، والتي يُعتقد أنها تتأثر بتلك الأطعمة. يشجع هذا النظام على استهلاك نسبة عالية من الفواكه والخضروات (80% من النظام الغذائي) لتعزيز الحالة القلوية للجسم.

💡 كيف يفيد النظام القلوي الصحة؟

يركز النظام القلوي على الفوائد التي تأتي من التركيز على الأغذية النباتية التي تُعد حجر الزاوية في هذا النظام:

  1. دعم صحة العظام: تُشير بعض الدراسات إلى أن الحمية الغنية بالأطعمة الحمضية قد تزيد من إفراز الكالسيوم في البول (والذي يُسحب من العظام لـ “معادلة” الحموضة)، بينما النظام القلوي يحافظ على الكالسيوم ويدعم كثافة العظام.

  2. تحسين صحة القلب والأوعية: الأطعمة القلوية غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، والتي تُعد ضرورية لتنظيم ضغط الدم. كما أن النظام القلوي يركز بشكل كبير على تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة (وهي أطعمة حمضية الرماد)، مما يساعد في خفض مستويات الكوليسترول وتحسين صحة القلب.

  3. تحسين كتلة العضلات: قد يساعد النظام القلوي في الحد من تدهور الكتلة العضلية (Sarcopenia) المرتبط بالشيخوخة، حيث يقلل من تكسير البروتين العضلي الذي قد يحدث في البيئة الحمضية.

في جوهره، النظام الغذائي القلوي هو نظام غذائي صحي ومستدام لأنه يجبر المتبع على زيادة تناوله للخضروات والفواكه الطازجة، وتقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة، بغض النظر عن الجدل العلمي حول قدرته على تغيير درجة حموضة الدم الفعلية.