النشاط البدني وآليات الدفاع الخلوي ضد السرطان

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

النشاط البدني وآليات الدفاع الخلوي ضد السرطان

النشاط البدني المنتظم ليس مجرد وسيلة لتقليل الوزن، بل هو تدخل علاجي غير دوائي يؤثر بعمق على البيولوجيا الخلوية للجسم، مما يقلل من العوامل المساعدة على نمو الخلايا السرطانية.

1. تنظيم الوزن ومستويات الهرمونات (سرطانات الثدي وبطانة الرحم)

تُعد السمنة وزيادة الوزن عامل خطر رئيسي لعدة أنواع من السرطان، خاصة تلك المرتبطة بالهرمونات.

  • آلية عمل الرياضة: ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في الحفاظ على وزن صحي، مما يقلل من الأنسجة الدهنية. الأنسجة الدهنية (الدهون) هي مصنع لإنتاج هرمون الإستروجين (Estrogen) بعد انقطاع الطمث لدى النساء. المستويات المرتفعة والمستمرة من الإستروجين تزيد من التحفيز والتكاثر الخلوي في أنسجة الثدي وبطانة الرحم، مما يزيد خطر تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.

  • التقليل المباشر: عن طريق خفض نسبة الدهون في الجسم، تقلل الرياضة من كمية الإستروجين المتاح لتحفيز نمو هذه الأورام، وبالتالي تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي (خاصة بعد انقطاع الطمث) وسرطان بطانة الرحم (Endometrial Cancer).

2. تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهاب

الالتهاب المزمن ومقاومة الأنسولين هما بيئتان مثاليتان لنمو الأورام.

  • مكافحة مقاومة الأنسولين: تساعد التمارين الرياضية على تحسين حساسية الخلايا للأنسولين، مما يقلل من مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 ($\text{IGF-1}$) في الدم. المستويات المرتفعة من $\text{IGF-1}$ يُعتقد أنها تحفز نمو الخلايا السرطانية. هذا التأثير الوقائي مهم بشكل خاص لتقليل خطر الإصابة بسرطانات القولون والكلى.

  • الحد من الالتهاب المزمن: النشاط البدني له تأثير قوي مضاد للالتهاب. فهو يقلل من مستويات السيتوكينات المؤيدة للالتهاب ($\text{Pro-inflammatory cytokines}$) التي يمكن أن تلحق الضرر بالحمض النووي ($\text{DNA}$) وتدعم نمو الأورام. هذا يفسر جزئياً انخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد والمعدة، حيث يرتبط كلاهما بالالتهاب المزمن.

3. دعم نظام المناعة والكشف المبكر

تلعب الرياضة دوراً حاسماً في دعم الخط الدفاعي الأول للجسم ضد الخلايا الشاذة.

  • تنشيط الخلايا القاتلة: تزيد الرياضة من تداول الخلايا المناعية الفعالة، مثل الخلايا القاتلة الطبيعية (NK Cells)، التي تتخصص في التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها قبل أن تتمكن من التكاثر.

  • زيادة اليقظة المناعية: الحركة المنتظمة تُبقي الجهاز المناعي في حالة تأهب أعلى، مما يزيد من قدرته على اكتشاف وإزالة الخلايا التي لحق بها الضرر الجيني قبل أن تتطور إلى سرطان.