المقعد رقم 11A… حيث جلست الأقدار.
نائب رئيس لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية
في لحظة واحدة… تتغير الحياة
في عالمٍ تهزه الكوارث الجوية، وتغمره موجات الذعر والخوف من اللا متوقع، تبقى هناك دائمًا قصص نادرة، كأنها ممهورة بختم السماء.
قصص لا يمكن تفسيرها بالحسابات أو المعادلات الفيزيائية… بل فقط بلغة القدر.
قصة المقعد 11A ليست مجرد تفاصيل طيران، بل شهادة حيّة على أن بعض المقاعد لا تكون للحجز… بل تكون مقرًا للمعجزة.
كارثة لم يكن لها عنوان سوى “الموت”
في١٢ يونيو ٢٠٢٥، أقلعت طائرة الخطوط الهندية Air India الرحلة AI171 من مدينة أحمد آباد، متوجهة إلى فيساخاباتنام. دقائق فقط في السماء، قبل أن تنقلب الرحلة إلى جحيم على الأرض.
الطائرة تحطمت بالكامل، وتصاعدت أعمدة الدخان من بين الحقول والبيوت، وسرعان ما أكدت الأخبار: أكثر من 240 شخصًا لقوا مصرعهم، بينهم الطاقم وركاب من جنسيات متعددة.
لكن وسط هذا الخراب، ووسط الركام، خرج رجلٌ واحد حيًّا… يترنح بين الحياة والموت، يمشي على قدميه، مغطى بالدماء والسواد، كأنّه خرج من قصة لا تُصدّق.
من هو الراكب الذي يجلس بالمقعد رقم 11A؟
فيشواش كومار راميش، مواطن بريطاني من أصول هندية، كان يسافر بصحبة شقيقه. حجز فيشواش المقعد رقم 11A، بجوار مخرج الطوارئ، وفي صفٍّ لا يوجد أمامه مقاعد مباشرة.
قد يبدو هذا تفصيلًا عاديًا لأي مسافر، لكنه في عالم الطيران قد يصنع فرقًا بين الحياة والموت.
المعجزة التي حيّرت الخبراء
عندما وصل رجال الإنقاذ، لم يكن في الحسبان وجود ناجين. لكن أحدهم صاح: “هناك رجل حي!”
زحف فيشواش من شق في هيكل الطائرة، محترق الوجه، ممزق الثياب، لكنه حيّ.
أحد المحققين قال:
احتمالات نجاته تكاد تكون صفرًا… هذا الرجل يجب أن يشتري تذكرة يانصيب فورًا.”
الصدمة كانت كبيرة حتى للخبراء. فكيف نجا هذا الراكب الوحيد؟
عندما تتقاطع المصادفة مع العلم
علماء الطيران أشاروا لاحقًا إلى احتمالين:
اولا:
موقع المقعد:
بجوار الجناح وهيكل الطائرة الأوسط، حيث يكون الهيكل أقوى.
ثانيا
قربه من مخرج الطوارئ:
وهو ما منحه فرصة للزحف خارج الطائرة فور الحادث.
لكن أيًّا كانت الأسباب العلمية، تبقى النجاة في حادث كهذا لغزًا أكبر من أن يُشرح على الورق.
من رقم إلى رمز
تحوّل المقعد 11A إلى حديث العالم.
صفحة على ويكيبيديا.
هاشتاغ في وسائل التواصل.
تصريحات من شركات الطيران.
إشارات في الصحافة الهندية والعالمية.
حتى أن هناك شائعات بأن شركة إنتاج سينمائي بدأت محادثات لتحويل القصة إلى فيلم سينمائي يُعرض في 2026 بعنوان “11A – The Seat of Destiny”.
قد نظن أن من ينجو في كارثة كهذه محظوظ… لكن فيشواش فقد شقيقه، وعايش لحظة الموت الجماعي.
هذا النوع من النجاة ليس نعمة فقط، بل حِمل نفسي لا يُحتمل.
يقول علماء النفس إن “الناجي الوحيد” يعيش ما يُعرف بـ ذنب النجاة، وهو اضطراب يجعل الإنسان يتساءل يوميًا: لماذا أنا؟ لماذا نجوت؟
ربما لم تكن تلك اللحظة لحظة خلاص… بل بداية معركة جديدة مع الذات.
هل يصبح المقعد 11A أيقونة تسويقية؟
في عالم تتحول فيه القصص إلى شعارات، ليس مستبعدًا أن تبدأ شركات طيران بتسليط الضوء على هذا الرقم.
أن يُطلب من بعض الركاب الجلوس في “مقعد الحظ”، أو أن يُحوّل إلى رمز للسلامة والنجاة في الإعلانات.
لكن بين السطور، يدرك العقلاء أن هذه القصة ليست للضحك أو التسويق، بل للتأمل.
حيث تجلس الأقدار… دون أن نعلم
في كل طائرة، هناك مقعد لا يُكتب عليه اسم صاحبه، بل يُكتب عليه “موعدٌ مع المصير”.
المقعد 11A لم يكن محجوزًا فقط لرجل… بل لرسالة، لصورة تختصر مزيجًا من العلم والحظ، ومن الألم والامتنان، من العلم والإيمان.
ذات يوم، قد تجلس في مقعد عادي في حافلة أو قطار أو طائرة، لا تدري أن هذا المقعد قد يغيّر حياتك… أو يكتب لك فصلًا جديدًا منها.
فليس كل مقعد مجرد رقم… بعض المقاعد يختارها القدر بعناية.
وربما، فقط ربما، جلست الأقدار برفق… في 11A.