المعادن الثقيلة وتفاقم الإجهاد التأكسدي نتيجة التدخين السلبي الإلكتروني

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

ما لا يُرى في “الهباء الجوي”: المعادن الثقيلة وتفاقم الإجهاد التأكسدي نتيجة التدخين السلبي الإلكتروني

 

يتجاوز ضرر التدخين السلبي للسجائر الإلكترونية المكونات الأساسية ليصل إلى عناصر غير مرئية لكنها شديدة السمية. بخار الفيب، الذي يُشار إليه علمياً باسم الهباء الجوي (Aerosol)، لا يحتوي فقط على النيكوتين والمهيجات الأساسية، بل يتضمن أيضاً جزيئات مُتناهية الصغر من المعادن الثقيلة الناتجة عن ملف التسخين (Coil)، والتي تزيد من مستويات الإجهاد التأكسدي في الجسم، حتى لدى الأشخاص غير المدخنين.


 

1. السموم غير المتوقعة في البخار السلبي 🦠

 

تُركز الأبحاث الحديثة على أربعة مُكونات تزيد من خطر التدخين السلبي الإلكتروني:

  1. المعادن الثقيلة السامة: تسخين ملف الكويل (Coil) المصنوع من النيكل أو القصدير أو الكروم في جهاز الفيب يؤدي إلى إطلاق جزيئات دقيقة من النيكل والرصاص والقصدير إلى داخل الهباء الجوي. هذه المعادن السامة تستقر في رئتي الشخص المدخن والسلبي، وهي مُرتبطة بمخاطر صحية خطيرة، بما في ذلك التلف العصبي وأمراض القلب.
  2. مركبات النكهات الضارة: النكهات المُضافة (مثل الفانيليا أو الزبدة) تحتوي غالباً على مواد كيميائية مثل ثنائي الأسيتيل (Diacetyl). على الرغم من أن ثنائي الأسيتيل آمن للأكل، إلا أن استنشاقه قد ارتبط بـ مرض الرئة المُتضيق (Bronchiolitis Obliterans)، المعروف أيضاً باسم “رئة الفشار”، وهو مرض تنفسي حاد وخطير.
  3. الجزيئات فائقة الدقة (Ultrafine Particles): بخار الفيب يتكون من جزيئات صغيرة جداً يُمكن أن تخترق الرئتين بعمق أكبر وتدخل إلى مجرى الدم. هذا التغلغل العميق يزيد من خطر الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
  4. زيادة الإجهاد التأكسدي: التعرض للبخار السلبي، حتى لفترة قصيرة، يُمكن أن يرفع مستويات الإجهاد التأكسدي في خلايا غير المدخنين. هذا الخلل بين العوامل المُؤكسدة والمُضادة للأكسدة يزيد من تعرض الجسم للالتهابات والأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

 

2. تأثير مُعقّد على الأوعية الدموية 🩸

 

بخار السجائر الإلكترونية السلبي يُمكن أن يُؤثر فورياً على وظيفة الأوعية الدموية لدى غير المدخنين:

  • يُشير بحث إلى أن استنشاق بخار الفيب يُمكن أن يُسبب تضيق الشرايين وتأثيراً سلبياً على وظيفة الخلايا المُبطنة للأوعية الدموية (Endothelium)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات، حتى بين المحيطين.

 

3. خلاصة: لا أمان في التعرض السلبي

 

تُوضح هذه الأدلة أن التدخين السلبي للسجائر الإلكترونية هو تهديد صحي يستدعي تطبيق نفس القواعد والقيود المطبقة على التدخين التقليدي، خاصة في الأماكن المُغلقة، لحماية الفئات الأكثر حساسية.