بين الحقيقة والخيال: الكشف عن دورة حياة يرقات الذبابة الحلزونية “آكلة اللحوم” وأعراض الإصابة بها
أثارت عناوين “الدودة آكلة اللحوم” حالة من القلق، خاصة بعد تداول أخبار عن اكتشافها في مناطق جديدة. لكن الحقيقة العلمية مختلفة وأكثر تعقيدًا. فما يُعرف بـ”الدودة الحلزونية” ليس دودة بالمعنى التقليدي، بل هو يرقة (نوع من الديدان) لذبابة تُعرف علميًا باسم Dermatobia hominis. تُعرف هذه اليرقات بقدرتها على التطفل على البشر والحيوانات، مما يُسبب حالة جلدية فريدة من نوعها.
1. دورة الحياة الغريبة للذباب الحلزوني
تكمن غرابة هذه الحشرة في طريقة انتقالها. لا تضع أنثى الذبابة بيضها مباشرة على الجلد، بل تلتقط حشرة أخرى (مثل بعوضة) وتُثبت بيضها على بطنها. عندما تهبط الحشرة الحاملة للبيض على جلد الإنسان، يُحفز دفء الجسم البيض على الفقس. تُحاول اليرقات الصغيرة جدًا أن تخترق الجلد عبر بصيلات الشعر أو جروح صغيرة، لتبدأ دورة حياتها داخل جسم الإنسان.
2. مراحل وأعراض الإصابة
تتطور الإصابة عبر ثلاث مراحل رئيسية:
- المرحلة الأولى: بعد اختراق الجلد، تُسبب اليرقة نتوءًا أحمر صغيرًا يُشبه لدغة البعوض، غالبًا ما يكون مثيرًا للحكة.
- المرحلة الثانية: خلال بضعة أسابيع، ينمو النتوء ليُصبح كتلة متورمة، حمراء، ومؤلمة، تُشبه الدمل أو الخراج. غالبًا ما يكون لهذا الدمل فتحة مركزية صغيرة تتنفس منها اليرقة، ويُمكن ملاحظة إفرازات منها. قد يُشعر المصاب بحركة اليرقة تحت الجلد.
- المرحلة الثالثة: بعد حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، تصل اليرقة إلى حجمها الكامل، وتخرج من الجلد لتسقط على الأرض وتتحول إلى ذبابة بالغة، لتُكمل دورة حياتها.
3. التشخيص والعلاج
يعتمد التشخيص على الأعراض الظاهرة وتاريخ السفر للمريض إلى المناطق الاستوائية. يُعد العلاج الأكثر شيوعًا هو الإزالة الجراحية لليرقة من قبل طبيب مختص. من الضروري عدم محاولة إزالة اليرقة في المنزل، حيث يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تمزقها تحت الجلد، مما يُسبب عدوى بكتيرية خطيرة.
خاتمة
على الرغم من أن الإصابة بـالذباب الحلزوني قد تبدو مُخيفة، إلا أنها حالة نادرة وقابلة للعلاج. إن فهم دورة حياتها وأعراضها يُعد الخطوة الأولى نحو الوقاية والعلاج السليم.














