الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي .. طرق للتغلب على مخاوفك

الصحة والجمال

0:00

الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي .. طرق للتغلب على مخاوفك

يربط الكثيرون بين الخجل والرهاب الاجتماعي، ويعتقدون أنهما يعبران عن نفس الحالة النفسية، ولكنه اعتقاد خاطئ، إذ يختلف الخجل بشكل كبير عن الرهاب الاجتماعي. فقد نجد شخصاً لا يجرؤ على التحدث أو الكلام وخاصة الكلام علناً، ويفسر البعض هذا الشخص على أنه خجول للغاية، بينما يعتبر البعض الآخر أنه يعاني من رهاب اجتماعي. تابعي بشكل أكثر وضوحاً الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي.

 

ما هو الخجل؟

الخجل هو سمة شخصية موجودة لدى عدد كبير من الأشخاص، ويواجه الشخص الذي يتسم بالخجل صعوبة في التعبير عن نفسه في الأماكن العامة، مما يتطلب جهداً معيناً، وعادة ما يولد القلق.
يميل هذا النوع من الأشخاص إلى الهدوء ليس لأنهم لا يملكون ما يقولونه، ولكن لأنهم يخشون القيام بذلك بسبب إمكانية الحكم عليهم بشكل سلبي.
ولا يعني ذلك أن الشخص الخجول هو شخص انطوائي، إذ يمكن أن يكون الأشخاص الخجولون في الواقع منفتحين للغاية، ولكن بدافع الخوف يكونون حذرين للغاية بشأن ما يقولونه ولمن يوجهونه، ولا يجرؤون على التعبير عن وجهات نظرهم.
وقد يشعر هؤلاء الأشخاص بعدم الأمان وعدم الراحة في المواقف الاجتماعية، لذلك فهم عادةً لا يتعاملون مع مجموعات كبيرة من الغرباء.
الشخص الخجول قد يعاني من بعض العزلة والحدّ من الحياة الاجتماعية، ولكن لا يعتبر الخجل مرضاً ما لم يتم نقله إلى أقصى الحدود، ويتم تجنّب المواقف الاجتماعية بشكل دائم أو ظهور أعراض مثل نوبات القلق.

 

ما هو الرهاب الاجتماعي؟
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب مرتبط بالقلق حيث يكون لدى الشخص الذي يعاني منه، خوف غير عقلاني ومستمر من التعرّض لمواقف اجتماعية أو لأشخاص معينين، بسبب الخوف من الحكم عليه أو ارتكاب أي تصرف يبدو سخيفاً.
ويحاول الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي تجنّب المواقف الاجتماعية ويشعر بمستوى عالٍ من القلق إذا كان مجبراً على المشاركة في مثل هذه المواقف، وقد يتعرض لنوبات القلق.

 

الخجل والرهاب الاجتماعي.. ما الفارق بينهما؟

يُعتقد أن الرهاب الاجتماعي هو أقصى درجات الخجل المرضي، وليس من المستغرب أن تتطور الشخصيات ذات المستوى العالي من الخجل في الطفولة إلى الرهاب الاجتماعي في المستقبل. ويمكن أن نجد بعض الاختلافات بين الخجل والرهاب الاجتماعي، أبرزها ما يلي:

1-عدم تجنّب التفاعل الاجتماعي
يعد الخجل سمة شخصية مستقرة إلى حد ما طوال الحياة، ولكن على الرغم من أنه قد ينتج عنها بعض القيود، إلا أن الخجل لا يعتبر اضطراباً، فيما يشير الرهاب الاجتماعي إلى وجود مستوى عالٍ من الخوف من التعامل مع المواقف الاجتماعية، مما ينتج عن ذلك تجنبها بطريقة مستمرة.
والشخص الخجول قادر على إجراء تفاعل في المواقف الاجتماعية، وعلى الرغم من أنه لا يشعر بالأمان في هذه السياقات، إلا أنه لا يتجنبها، فعلى سبيل المثال، يمكن للشخص الخجول أن يذهب إلى حفلة على الرغم من أنه لا يتحدث كثيراً، لكن الشخص المُصاب بالرهاب الاجتماعي سيتجنّب الذهاب من الأساس.

2-الخوف العام
النقطة الأخرى التي يختلف فيها الخجل عن الرهاب الاجتماعي، هي أنه بينما يميل الشخص الخجول إلى الشعور بعدم الارتياح تجاه مواقف معينة أو أشخاص معينين، فإن الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي يميل إلى أن يكون أكثر انتشاراً ليشمل تجنّب المواقف كما الأشخاص.

3-الاختلافات الفسيولوجية
قد يعاني الشخص الخجول من الاحمرار والتعرق واضطراب الجهاز الهضمي وبعض التهيج عند التعرض لموقف مُخجل، ولكن بشكل عام لا توجد تغييرات كبيرة.
ولكن في حالة الرهاب الاجتماعي، قد يشعر الشخص بعدم انتظام دقات القلب، وصعوبة التنفس، ونوبات القلق الشديد التي يمكن أن تحدث ليس فقط عند مواجهة الموقف، ولكن أيضاً أثناء تخيله قبل التعرض له.

4-شدّة التقييد
قد يعاني الشخص الخجول في مرحلة ما، من إدراك عدم القدرة على التواصل أو الدفاع عن وجهة نظره، ولكن في حالة الرهاب الاجتماعي، يكون الخوف والقلق أكثر ثباتاً ويحدان من جودة حياة المريض.
على سبيل المثال، قد يفضل الشخص الخجول عبور شارع بدلاً من شارع على بعد أمتار قليلة حتى لا يقابل شخصاً معيناً، بينما يمكن للشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي ألا يغادر المنزل لأنه يعلم أنه في ذلك الوقت قد يقابل بالصدفة شخصاً يحبه أثناء عودته من العمل.