العلاقة البيولوجية بين تلف الأوعية الدقيقة في الساق والدماغ كإشارة مبكرة

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

ما لا يُرى في الذاكرة: العلاقة البيولوجية بين تلف الأوعية الدقيقة في الساق والدماغ كإشارة مبكرة للخرف الوعائي

 

تُقدم التحذيرات الطبية الجديدة حول ظهور أعراض الخرف من الساقين تفسيراً أعمق يتجاوز مجرد ضعف العضلات، ليربط بين صحة الأوعية الدموية في الأطراف السفلية والتغيرات المجهرية في الدماغ. يُشير هذا الاتجاه البحثي إلى أن التدهور الذي نراه في المشي قد يكون انعكاساً خارجياً لتلف داخلي يُصيب الأوعية الدموية الدقيقة (Microvasculature) التي تغذي كلاً من الدماغ والساقين، وهو المسار الشائع لـ الخرف الوعائي (Vascular Dementia).


 

1. دور الأوعية الدقيقة في التدهور 🩸

 

يعتمد كل من الجهاز العصبي المركزي (الدماغ) والجهاز الحركي (الساقين) على تدفق الدم السليم. أي تلف في هذه الأوعية يُؤثر على كلا النظامين:

  • الخرف الوعائي: ينجم الخرف الوعائي عن ضعف تدفق الدم إلى الدماغ أو تلف الأوعية الدقيقة، مما يُؤدي إلى نقص الأكسجين والمواد المغذية، وبالتالي موت الخلايا العصبية.
  • الأوعية الدقيقة للساق: غالباً ما تكون الأوعية الدقيقة في الساقين مرآة لحالة الأوعية في الدماغ. إذا بدأت تظهر علامات ضعف في الدورة الدموية الدقيقة في الساقين (مثل الاعتلال العصبي السكري أو ضعف في المشي)، فقد يُشير ذلك إلى أن التلف الوعائي يحدث بالتوازي في المسارات العصبية للدماغ.

 

2. العلاقة بالاعتلال العصبي (Neuropathy) 👣

 

تتداخل بعض الحالات التي تُصيب الساقين بشكل مباشر مع المسارات المؤدية إلى الخرف:

  • الاعتلال العصبي الطرفي: هذا التلف الذي يصيب الأعصاب الطرفية (والذي قد يُسبب الخدر أو التنميل) يُعد شائعاً لدى مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم (وهما عاملان خطيران للخرف الوعائي). ضعف التغذية العصبية للأطراف يُترجم إلى ضعف في التنسيق والمشي.
  • تلف المادة البيضاء: يُؤثر تلف الأوعية الدقيقة في الدماغ على المادة البيضاء (White Matter)، وهي الألياف العصبية المغطاة بالميالين التي تربط مناطق الدماغ المختلفة. تضرر هذه المادة يُؤدي إلى بطء في معالجة المعلومات وضعف في الحركة والتوازن.

 

3. المشي كعلامة حيوية (Vital Sign) 📊

 

يوصي أطباء الأعصاب بضرورة دمج تقييم المشي كجزء روتيني من تقييم الصحة الإدراكية لدى كبار السن، تماماً مثل قياس ضغط الدم والنبض:

  • المشي البطيء: يُعتبر بطء سرعة المشي إشارة إنذار قوية. كلما كان المشي أبطأ، زاد احتمال تدهور الإدراك في السنوات اللاحقة، لأنه يُعكس مدى كفاءة عمل المسارات العصبية في الدماغ.
  • الوقاية المزدوجة: يُمكن أن يُساعد النشاط البدني المُنتظم، خاصة التمارين التي تُقوي الساقين وتُحسن التوازن، على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل خطر الخرف الوعائي، مما يُقدم فائدة مُزدوجة للدماغ والجسم.