العصير الأخضر (الكرفس والبقدونس)..مغلي أفضل أم معصور؟

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

العصير الأخضر (الكرفس والبقدونس): مغلي أفضل أم معصور؟

يُعد العصير الأخضر، خاصةً ذلك المصنوع من الكرفس والبقدونس، من المشروبات الشائعة في عالم الصحة والتغذية، ويُعرف بفوائده العديدة للجسم. فكلاهما غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تدعم الجهاز الهضمي، وتُعزز المناعة، وتُساهم في إزالة السموم من الجسم. ولكن يثار سؤال دائمًا: هل الأفضل تناول هذه الخضروات في صورة عصير طازج أم كمغلي؟ الإجابة تكمن في فهم كيفية تأثير طرق التحضير المختلفة على المحتوى الغذائي.


العصير المعصور: تركيز العناصر الغذائية وسهولة الامتصاص

عند عصر الكرفس والبقدونس، يتم فصل السائل الغني بالعناصر الغذائية عن الألياف. هذا يعني أنك تحصل على جرعة مركزة من الفيتامينات، المعادن، والإنزيمات في صورة سائلة يسهل على الجسم امتصاصها بسرعة وفعالية. يُعتبر العصير الأخضر المعصور طريقة رائعة للحصول على كمية كبيرة من الخضروات الورقية التي قد يصعب تناولها بكميات كبيرة في شكلها الصلب.

مميزات العصير المعصور:

امتصاص سريع للمغذيات: بما أن الألياف تُفصل، يتم امتصاص الفيتامينات والمعادن مباشرة في مجرى الدم.

تركيز عالٍ من الفيتامينات والإنزيمات: يُمكن الحصول على كميات كبيرة من الفيتامينات مثل فيتامين K و C و A، بالإضافة إلى الإنزيمات الحية.

ترطيب مكثف: محتوى الماء العالي في العصير يُساهم في ترطيب الجسم بفعالية.

عيوب العصير المعصور:

فقدان الألياف: إزالة الألياف يعني أنك تفقد جزءًا مهمًا من الفوائد الصحية، خاصةً فيما يتعلق بالهضم والشعور بالشبع. الألياف ضرورية لتنظيم حركة الأمعاء والتحكم في مستويات السكر في الدم.

تركيز السكر الطبيعي: على الرغم من أن السكر طبيعي، إلا أن تركيزه في العصير قد يكون أعلى من الفاكهة والخضروات الكاملة، مما قد يؤثر على مستويات السكر في الدم بشكل أسرع، خاصة إذا أضيفَت فواكه حلوة للعصير.


المغلي (الشاي أو المرق): فوائد مختلفة ولكن مع فقدان بعض العناصر

عند غلي الكرفس والبقدونس، خاصةً عند تحضير الشاي أو المرق، فإن بعض العناصر الغذائية تتأثر بالحرارة والماء. الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، مثل فيتامين C وبعض فيتامينات B، وكذلك بعض الإنزيمات الحساسة للحرارة، قد تفقد جزءًا من قيمتها الغذائية أو تتسرب إلى ماء الغلي. ومع ذلك، فإن المغلي يحتفظ ببعض المعادن والمغذيات الأخرى، وقد يُصبح بعض المركبات مفيدة بشكل أكبر.

مميزات المغلي:

سهولة الهضم: عملية الغليان تُلين الألياف وتُسهل هضمها، مما يجعله خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي الحساس.

مركبات معينة أكثر توافرًا: قد تُصبح بعض مضادات الأكسدة والمغذيات الأخرى أكثر توافرًا للجسم بعد التعرض للحرارة.

خصائص مهدئة ومدفئة: يُمكن أن يكون المغلي خيارًا مريحًا ومهدئًا، خاصةً في الأجواء الباردة.

عيوب المغلي:

فقدان الفيتامينات الحساسة للحرارة: كما ذُكر، تُفقد الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء بسهولة في ماء الغلي.

فقدان الإنزيمات الحية: تُدمر الإنزيمات بالحرارة، وهي ضرورية لبعض العمليات الحيوية في الجسم.


أيهما الأفضل؟

في النهاية، لا يوجد خيار واحد “أفضل” بشكل مطلق؛ فلكل طريقة مميزاتها وعيوبها، ويعتمد الأفضل على احتياجاتك وأهدافك الصحية.

إذا كنت تبحث عن امتصاص سريع وتركيز عالٍ من الفيتامينات والإنزيمات الحية، وتفضل طريقة لزيادة تناولك للخضروات الورقية بكميات كبيرة، فالعصير المعصور هو خيارك الأفضل.

إذا كنت تفضل الاحتفاظ بالألياف لدعم الهضم والشعور بالشبع، وتُعاني من حساسية الجهاز الهضمي، فتناول الخضروات كاملة (في سلطة أو شوربة) أو في سموثي (حيث يتم الاحتفاظ بالألياف) قد يكون أكثر فائدة.

أما المغلي، فيُمكن أن يكون خيارًا جيدًا للحصول على بعض المعادن والمغذيات المحددة، وقد يُقدم فوائد مهدئة ومرطبة، لكنه ليس الخيار الأمثل للحصول على أقصى كمية من الفيتامينات الحساسة للحرارة.

الجمع بين الطرق المختلفة هو الأفضل للحصول على أقصى استفادة من الكرفس والبقدونس. يُمكنك تناول العصير الأخضر المعصور في الصباح، وإضافة الخضروات الكاملة إلى وجباتك، أو الاستمتاع بمرق صحي في المساء. هل تفضلون طريقة معينة لتحضير خضرواتكم الخضراء؟