العث الجلدي: حشرات دقيقة لا تراها.. كيف تحمي بشرتك أثناء النوم؟

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

العث الجلدي: حشرات دقيقة لا تراها.. كيف تحمي بشرتك أثناء النوم؟

قد يبدو الأمر مخيفًا، لكن بشرتك ليست وحدك عندما تستغرق في النوم. ففي كل ليلة، يشاركك الفراش والبشرة كائنات مجهرية لا تُرى بالعين المجردة تُعرف بـ العث الجلدي أو “عث الغبار. هذه الحشرات الدقيقة، وإن كانت جزءًا طبيعيًا من بيئتنا، يمكن أن تسبب مشاكل جلدية وحساسية لبعض الأشخاص. فهم طبيعة هذه الكائنات وكيفية التعامل معها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة بشرتك وراحة نومك. فما هو العث الجلدي، وكيف يؤثر على بشرتنا، والأهم من ذلك، ما هي الطرق الفعالة لحماية نفسك منه؟


من هو العث الجلدي؟

العث الجلدي أو عث الغبار (Dust Mites) هو كائنات مفصلية مجهرية تنتمي إلى فصيلة العناكب. تتغذى بشكل أساسي على خلايا الجلد الميتة التي يتخلص منها البشر والحيوانات الأليفة. تُفضل هذه الكائنات البيئات الدافئة والرطبة، وتتكاثر بسرعة في الأماكن التي تتجمع فيها هذه الخلايا، مثل:

  • المراتب والوسائد: تُعد بيئة مثالية لوجودها بسبب تراكم خلايا الجلد والعرق.
  • البطانيات والمفروشات: وخاصة الأغطية المصنوعة من الأقمشة التي يصعب غسلها بانتظام.
  • السجاد والستائر والأثاث المنجد: حيث تتجمع جزيئات الغبار وخلايا الجلد.

على الرغم من أن العث نفسه لا يعض، إلا أن فضلاته وبروتينات أجسامه المتحللة هي السبب الرئيسي للحساسية والمشاكل الجلدية التي يسببها.


كيف يؤثر العث الجلدي على بشرتك ونومك؟

التعرض لفضلات وبروتينات العث يمكن أن يثير استجابة حساسية لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي قد تؤثر على البشرة وجودة النوم:

  1. التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما):

    • يمكن أن يؤدي التعرض للعث إلى تفاقم أعراض الإكزيما الموجودة، أو حتى تحفيز ظهورها لدى الأشخاص المعرضين.
    • تظهر الأعراض على شكل بقع حمراء، جافة، مثيرة للحكة على الجلد، وقد تزداد الحكة سوءًا في الليل.
  2. حكة الجلد:

    • حتى لدى الأشخاص غير المصابين بالإكزيما، يمكن أن تسبب فضلات العث حكة مزعجة، خاصة في الأماكن التي تلامس الفراش مباشرة.
    • تزيد الحكة من الأرق وتقطع النوم، مما يؤثر على جودته.
  3. الطفح الجلدي والتهيج:

    • قد تظهر بقع حمراء صغيرة أو طفح جلدي في مناطق التلامس مع المفروشات الملوثة بالعث.
    • الشعور بـ التهيج أو اللسعة الخفيفة على الجلد، خصوصًا بعد الاستيقاظ.
  4. أعراض الحساسية التنفسية:

    • بالإضافة إلى تأثيره على الجلد، يُعد العث مسببًا رئيسيًا لـ الربو التحسسي والتهاب الأنف التحسسي.
    • يمكن أن تظهر أعراض مثل: العطس المتكرر، سيلان أو احتقان الأنف، حكة في العينين، والسعال، والتي غالبًا ما تكون أسوأ في الليل أو في الصباح الباكر عند الاستيقاظ. هذه الأعراض يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على البشرة بسبب فرك الوجه والعيون.

طرق حماية بشرتك من “العث” عند النوم: حلول عملية وفعالة

التحكم في العث الجلدي يتطلب اتباع روتين نظافة صارم يستهدف البيئات التي يتكاثر فيها. إليك أبرز النصائح:

1. النظافة المنتظمة للمفروشات والأسرة

  • غسل المفروشات بالماء الساخن: اغسل جميع ملاءات السرير، أغطية الوسائد، وأغطية اللحاف مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا باستخدام الماء الساخن (درجة حرارة 60 درجة مئوية أو 140 درجة فهرنهايت). هذه الحرارة كافية لقتل العث وبيضه.
  • تجنب المفروشات السميكة: اختر مفروشات يسهل غسلها بانتظام.
  • تجفيف المفروشات جيدًا: تأكد من تجفيفها تمامًا لتقليل الرطوبة، التي تُفضلها حشرات العث.

2. استخدام أغطية الحماية المضادة للحساسية

  • أغطية المراتب والوسائد المضادة للعث: استثمر في أغطية خاصة مصنوعة من أقمشة منسوجة بإحكام لا تسمح للعث أو مسببات الحساسية بالاختراق. هذه الأغطية تشكل حاجزًا بينك وبين العث الموجود داخل المرتبة والوسادة.
  • أغطية الألحفة الواقية: استخدم أغطية واقية لألحفتك لمنع تراكم العث فيها.

3. التحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة في غرفة النوم

  • خفض الرطوبة: استخدم مزيلات الرطوبة (Dehumidifiers) في غرفة النوم للحفاظ على مستوى رطوبة منخفض (أقل من 50%). يزدهر العث في البيئات الرطبة.
  • الحفاظ على درجة حرارة معتدلة: تجنب درجات الحرارة المرتفعة جدًا في غرفة النوم، وحافظ على تهوية جيدة.

4. العناية بالمرتبة والوسائد

  • تنظيف المراتب بالمكنسة الكهربائية: استخدم مكنسة كهربائية مزودة بفلتر HEPA (High-Efficiency Particulate Air) لتنظيف المرتبة بشكل منتظم (مرة شهريًا على الأقل) لإزالة العث وخلايا الجلد الميتة.
  • تهوية المراتب والوسائد: قم بتهوية المرتبة والوسائد عن طريق تعريضها لأشعة الشمس المباشرة كل بضعة أشهر، فالشمس تساعد على قتل العث وتقليل الرطوبة.
  • استبدال الوسائد والمراتب القديمة: الوسائد القديمة والمهترئة يمكن أن تكون بيئة مثالية لتكاثر العث. يُنصح باستبدال الوسائد كل 1-2 سنة والمراتب كل 7-10 سنوات.

5. تقليل مصادر تراكم الغبار والعث الأخرى

  • إزالة السجاد والستائر السميكة: إذا كنت تعاني من حساسية شديدة، فكر في استبدال السجاد بأرضيات صلبة (خشب، بلاط) يسهل تنظيفها. استبدل الستائر السميكة بستائر خفيفة الوزن قابلة للغسل.
  • تنظيف الأثاث المنجد: قم بتنظيف الأثاث المنجد بالمكنسة الكهربائية بانتظام.
  • تجنب الفوضى: قلل من تراكم الكتب، الألعاب المحشوة، أو أي أشياء أخرى تجمع الغبار في غرفة النوم.
  • تنظيف الغبار بانتظام: استخدم قطعة قماش مبللة أو ممسحة للتخلص من الغبار بدلاً من نفضه في الهواء.

متى تستشير الطبيب؟

إذا كنت تعاني من أعراض جلدية أو تنفسية مزمنة تشتبه في أنها مرتبطة بالعث، أو إذا كانت هذه الأعراض تؤثر بشكل كبير على جودة حياتك، فمن الضروري استشارة طبيب الأمراض الجلدية أو أخصائي الحساسية والمناعة. يمكن للطبيب:

  • تشخيص الحساسية تجاه العث من خلال اختبارات الجلد أو الدم.
  • وصف الأدوية المضادة للحساسية أو الكورتيكوستيرويدات الموضعية للتحكم في الأعراض.
  • تقديم نصائح إضافية لإدارة البيئة والمساعدة في خطة علاجية مخصصة.

على الرغم من أن العث الجلدي كائنات دقيقة لا تراها، إلا أن تأثيرها على بشرتك وراحتك يمكن أن يكون كبيرًا. باتباع هذه الإجراءات الوقائية والنصائح المتعلقة بالنظافة، يمكنك تقليل وجودها بشكل كبير في بيئة نومك، وبالتالي حماية بشرتك من التهيج والحساسية، والاستمتاع بنوم هادئ ومريح. استثمر في نظافة بيئتك، واستثمر في صحة بشرتك ونومك!