الزنجبيل على الريق..فوائد صحية وتحديات عند الإفراط في تناوله

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الزنجبيل على الريق: فوائد صحية وتحديات عند الإفراط في تناوله

يعرف الزنجبيل بكونه جذورًا قوية ذات خصائص علاجية ومضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، ويُستخدم على نطاق واسع في الطب التقليدي والحديث. شرب الزنجبيل على الريق، سواء كمشروب دافئ أو مضافًا للعصائر، يُروّج له غالبًا كعادة صحية تُعزز الهضم وتُنشط الجسم. ومع ذلك، فالمبالغة في تناول أي مادة، حتى لو كانت صحية، يمكن أن تُحدث آثارًا جانبية غير مرغوبة. الإفراط في تناول الزنجبيل على الريق ليس استثناءً، وقد يُسبب بعض المشاكل الصحية التي يجب الانتباه إليها.


الفوائد المعتدلة للزنجبيل على الريق (قبل الخوض في الأضرار):

قبل التطرق للآثار السلبية للإفراط، من المهم الإشارة إلى الفوائد التي يُقدمها الزنجبيل باعتدال:

تحسين الهضم: يُساعد على تحفيز إفراز الإنزيمات الهاضمة، ويُقلل من الغثيان والانتفاخ.

خصائص مضادة للالتهابات: يُساهم في تقليل الالتهاب في الجسم.

تنشيط الدورة الدموية: يُمكن أن يُساهم في الشعور بالدفء وتنشيط الجسم في الصباح.


أضرار الإفراط في تناول الزنجبيل على الريق:

حرقة المعدة وتهيج الجهاز الهضمي: الزنجبيل له طعم لاذع ومركبات حارة قد تُسبب حرقة في المعدة (الحموضة المعوية)، خاصة عند تناوله بتركيز عالٍ أو بكميات كبيرة على معدة فارغة. الأفراد الذين يعانون بالفعل من ارتجاع المريء أو قرحة المعدة هم الأكثر عرضة لهذا التهيج، وقد يزيد الإفراط من تفاقم هذه الحالات.

اضطرابات في الجهاز الهضمي (إسهال أو غازات): بينما يُحسن الزنجبيل الهضم باعتدال، فإن الكميات المفرطة منه قد تُحفز الجهاز الهضمي بشكل زائد، مما يؤدي إلى الإسهال، الغازات الزائدة، أو تقلصات في البطن. هذا يعود جزئيًا إلى تأثيره المحفز على حركة الأمعاء.

تأثيره على تخثر الدم (السيولة): يُعرف الزنجبيل بخصائصه التي تُقلل من تجلط الدم، مما يعني أنه قد يُساهم في زيادة سيولة الدم. الإفراط في تناوله، خاصة للأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الوارفارين (Warfarin) أو الأسبرين، يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر النزيف أو الكدمات، ويُشكل خطرًا صحيًا جادًا.

انخفاض ضغط الدم: يُمكن أن يُساعد الزنجبيل في خفض ضغط الدم باعتدال، وهو ما يُعد مفيدًا لبعض الأشخاص. لكن الإفراط فيه، خصوصًا عند تناوله على الريق، قد يُسبب انخفاضًا حادًا في ضغط الدم (انخفاض ضغط الدم الانتصابي)، مما يؤدي إلى الدوخة، الدوار، أو الإغماء، خاصة عند الوقوف بسرعة. هذا خطر على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من انخفاض ضغط الدم أو يتناولون أدوية لخفضه.

التداخل مع أدوية السكري: هناك بعض الأدلة على أن الزنجبيل قد يُخفض مستويات السكر في الدم. بالنسبة لمرضى السكري الذين يتناولون أدوية للتحكم في سكر الدم، فإن الإفراط في الزنجبيل على الريق قد يؤدي إلى انخفاض حاد ومفاجئ في سكر الدم (نقص السكر في الدم – Hypoglycemia)، وهي حالة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.

ردود فعل تحسسية: في حالات نادرة، قد يُعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي تجاه الزنجبيل، والذي قد يظهر على شكل طفح جلدي، حكة، تورم الشفاه أو الوجه، أو صعوبة في التنفس.


نصيحة أخيرة: الاعتدال هو المفتاح. يمكن الاستمتاع بفوائد الزنجبيل العديدة عن طريق تناوله بكميات معقولة، مثل شريحة صغيرة أو نصف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المبشور في كوب من الماء الدافئ. إذا كنت تعاني من أي حالة صحية أو تتناول أدوية، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل دمج الزنجبيل بكميات كبيرة في روتينك اليومي، خاصة على الريق.