الزلازل هل غضب من الله.. وما يقال عند وقوعها.. وهل موتاها شهداء؟
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن الله سبحانه حكيم في أمره الشرعي وفي أمره الكوني, ومن حكمة الله سبحانه أنه يسوق الآيات إلى عباده ليذكرهم ويخوفهم بها, ومن هذه الآيات الزلازل، وهي أمر لم يحصل على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان أول حصوله في التاريخ الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ولقد روي عنه ـ رضي الله عنه ـ أنه أنكر هذا وخاف منه، قال ابن عبد البر: لم يأت عن النبي صلى الله
عليه وسلم من وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره ولا صحت عنه فيها سنة وقد كانت أول ما كانت في الإسلام على عهد عمر فأنكرها وقال أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم.
وتضيف: الواجب على المسلمين عند نزول هذه الآيات أن يسارعوا بالتوبة إلى الله جل وعلا والإكثار من الصدقة وسائر الأعمال الصالحة, جاء في الجواب الكافي لابن القيم: وذكر الامام أحمد عن صفية قالت: زلزلت المدينة
على عهد عمر، فقال: يا أيها الناس ما أسرع ما أحدثتم لإن عادت لا تجدوني فيها, وقال كعب: إنما زلزلت الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي فترعد فرقا من الرب عز وجل أن يطلع عليها, وكتب عمر بن عبد العزيز إلى
الأمصار أما بعد: فإن هذا الرجف شيء يعاتب الله عز وجل به العباد, وقد كتبت إلى سائر الأمصار يخرجوا في يوم كذا وكذا في شهر كذا وكذا فمن كان عنده شيء فليتصدق به, فإن الله عز و جل قال: قد أفلح من تزكى
وذكر اسم ربه فصلى ـ وقولوا كما قال آدم: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ـ وقولوا كما قال نوح: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ـ وقولوا كما قال يونس: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
هل موتى الزلازل شهداء؟
أما موتى الزلزال فتبين أنه قد يهلك في الزلازل من لا يستحق العذاب كالأطفال والصالحين، ثم يبعثون على نياتهم في الآخرة، ففي الصحيحين عن عَائِشَة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ» قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ».
وقد يكون هلاكهم في الزلازل خيرا لهم وراحة من نصب الدنيا وأذاها، كما في الحديث: وقد مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة، فقال: مستريح ومستراح منه، قالوا: يا رسول الله؛ ما المستريح والمستراح منه؟ قال:
العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب. رواه البخاري ومسلم.
والموت في الزلازل، ضرب من الموت بالهدم، الذي يكون صاحبه من شهداء الآخرة.