الروماتيزم والروماتويد.. مصطلحات متداخلة وحقائق متباينة

الروماتيزم والروماتويد.. مصطلحات متداخلة وحقائق متباينة

غالباً ما يُستخدم مصطلح “الروماتيزم” بشكل شعبي للدلالة على أي ألم أو التهاب يصيب المفاصل أو العظام أو العضلات. ومع ذلك، من المهم جداً التمييز بين هذا المصطلح العام ومرض “الروماتويد” (التهاب المفاصل الروماتويدي) المحدد والخطير، الذي يُعد حالة مرضية منفصلة تماماً وتتطلب علاجاً متخصصاً. الفهم الدقيق لهذه الفروقات هو الخطوة الأولى نحو التشخيص الصحيح والعلاج الفعّال.

1. “الروماتيزم” المصطلح الشامل (Rheumatism):

في الطب الحديث، لم يعد مصطلح “الروماتيزم” يشير إلى مرض واحد محدد. بدلاً من ذلك، هو مصطلح مظلة (Umbrella Term) أو تخصص طبي يضم أكثر من 200 مرض وحالة تسبب ألماً وتورماً في المفاصل والأنسجة المحيطة بها.

• طبيعة الأمراض: تشمل هذه الأمراض:
  • التهاب المفاصل التنكسي (الخشونة): مثل الفصال العظمي.
  • أمراض المناعة الذاتية الالتهابية: مثل الروماتويد والذئبة الحمراء والتهاب الفقار اللاصق.
  • الأمراض غير المفصلية: مثل الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا).
• السبب: يتنوع السبب بين التآكل الطبيعي للمفاصل، والعدوى، أو الخلل في الجهاز المناعي.
• الأعراض الشائعة: ألم وتيبس في المفاصل والعضلات، يزداد غالباً مع الحركة أو النشاط.

2. “الروماتويد” مرض المناعة الذاتية (Rheumatoid Arthritis – RA):

الروماتويد، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، هو مرض مناعي ذاتي ومزمن، وهو في الحقيقة أحد الأمراض التي تندرج تحت مظلة الروماتيزم الواسعة. يتميز هذا المرض بخلل في جهاز المناعة يجعله يهاجم بطانة المفاصل (الغشاء الزليلي) عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التهاب مزمن وتآكل وتدمير غضاريف وعظام المفصل بمرور الوقت.

الخلاصة:

يكمن الفرق الجوهري في أن الروماتويد هو مرض، أما الروماتيزم فهو فئة أمراض. عند الشعور بأعراض ألم المفاصل وتيبسها، يجب عدم الاكتفاء بتسميتها “روماتيزم”، بل يجب استشارة طبيب متخصص في الأمراض الروماتيزمية لتشخيص الحالة بدقة، وتحديد ما إذا كانت مجرد خشونة عادية أو التهاب مفاصل روماتويدي يتطلب تدخلًا علاجياً فورياً ومكثفاً لحماية المفاصل والأعضاء الأخرى من التلف.