الرجيم الكيميائي..وعود سريعة بوزن أقل ومخاطر صحية خفية

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الرجيم الكيميائي: وعود سريعة بوزن أقل ومخاطر صحية خفية

في عالم يزخر بأنظمة الحمية الغذائية التي تُعد بفقدان الوزن السريع، يبرز الرجيم الكيميائي (Chemical Diet) كأحد تلك الأنظمة التي تُثير الجدل بسبب وعودها بفقدان كيلوغرامات عديدة في فترة وجيزة جدًا، تصل أحيانًا إلى 10 كيلوغرامات في أسبوعين. يُعرف هذا النظام بالعديد من الأسماء الأخرى، مثل “رجيم الثلاثة أيام” أو “رجيم المستشفى”، وغالبًا ما يُعتمد على جداول غذائية صارمة ومُحددة للغاية، تُركز على تناول كميات قليلة جدًا من سعرات حرارية وأنواع معينة من الأطعمة في تركيبة يُزعم أنها تُحدث تفاعلًا كيميائيًا خاصًا في الجسم يُسرع حرق الدهون. ولكن، خلف الوعود المغرية تكمن مخاطر صحية جمة تُهدد الجسم على المدى القصير والطويل.


ما هو الرجيم الكيميائي؟

يُعرف الرجيم الكيميائي بكونه نظامًا غذائيًا قاسيًا ومنخفض السعرات الحرارية للغاية. يتسم بالخصائص التالية:

قيود غذائية صارمة: يُحدد الرجيم الكيميائي أنواعًا معينة من الأطعمة يجب تناولها في كل وجبة، وكمياتها بدقة شديدة. غالبًا ما يفتقر إلى التنوع الغذائي.

اعتماد على مجموعات غذائية محددة: يُركز على البروتينات والخضروات غير النشوية، ويُقلل بشدة من الكربوهيدرات والدهون الصحية، وأحيانًا يُقيد الفاكهة بشكل كبير.

سعرات حرارية منخفضة جدًا: يتراوح معدل السعرات الحرارية اليومية في هذا الرجيم غالبًا بين 800 إلى 1000 سعرة حرارية، وهو أقل بكثير من الاحتياجات اليومية لمعظم البالغين.

مُدة قصيرة: عادة ما يُوصى باتباعه لفترات قصيرة جدًا، تتراوح من 3 أيام إلى أسبوعين على الأكثر، مع فترات راحة بين الدورات.


مخاطر وأضرار الرجيم الكيميائي:

نقص حاد في العناصر الغذائية: بسبب القيود الصارمة وانخفاض السعرات الحرارية، يفتقر الرجيم الكيميائي إلى العديد من الفيتامينات الأساسية، المعادن، الألياف، والدهون الصحية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية. هذا النقص يُمكن أن يُؤدي إلى:

الإرهاق الشديد والخمول.

الصداع والدوار.

ضعف الجهاز المناعي.

تساقط الشعر وهشاشة الأظافر ومشاكل جلدية.

نقص في التركيز والقدرات الإدراكية.

تأثير سلبي على معدل الأيض (الحرق): على المدى الطويل، تُفسر الجسد الحميات القاسية كنقص في الغذاء، فيُبطئ من معدل الأيض لديه للحفاظ على الطاقة. هذا يعني أنه بمجرد العودة إلى نمط الأكل الطبيعي، يُصبح الجسم أكثر استعدادًا لتخزين الدهون، مما يُؤدي إلى زيادة الوزن السريعة (Yo-yo Effect) بعد التوقف عن الرجيم، وهو ما يُعرف بـ”رجيم اليويو”.

فقدان الكتلة العضلية: عندما يُجوع الجسم من السعرات الحرارية، فإنه لا يُحرق الدهون فقط، بل يبدأ أيضًا في تفكيك البروتينات من العضلات للحصول على الطاقة. فقدان الكتلة العضلية يُقلل من معدل الأيض الأساسي، مما يُصعب فقدان الوزن في المستقبل ويُجعل الجسم يبدو أقل رشاقة.

مشاكل صحية خطيرة:

حصوات المرارة: يُمكن أن يُسبب فقدان الوزن السريع مشاكل في المرارة.

مشاكل الكلى والكبد: الضغط على هذه الأعضاء يزيد بسبب معالجة كميات كبيرة من البروتين أو بسبب الجفاف.

اضطرابات في مستويات السكر في الدم: خاصة لمرضى السكري أو المعرضين للإصابة به.

مشاكل نفسية: مثل الاكتئاب، القلق، واضطرابات الأكل بسبب القيود المفروضة والشعور بالحرمان.

عدم الاستدامة: الرجيم الكيميائي غير مستدام على المدى الطويل. لا يُعلم الفرد عادات غذائية صحية، بل يُشجعه على اتباع نظام مؤقت صعب، مما يجعله يفشل في الحفاظ على الوزن المفقود بعد التوقف عنه.

في الختام، على الرغم من الوعود المغرية بالنتائج السريعة، فإن الرجيم الكيميائي يُقدم حلولًا مؤقتة تُخفي وراءها أخطارًا صحية جسيمة. إن فقدان الوزن الصحي والمستدام يعتمد على التغيير التدريجي في نمط الحياة، تبني عادات غذائية متوازنة، وممارسة النشاط البدني بانتظام، كل ذلك تحت إشراف طبي أو أخصائي تغذية. لا تُجازف بصحتك بحثًا عن حلول سريعة.