الجزيء الصغير.. آلية العمل واستهداف السرطانات الصعبة
غالباً ما ترتبط السرطانات صعبة العلاج بآليات مقاومة قوية للأدوية أو بكونها تعتمد على بروتينات يصعب “غلقها” باستخدام الأدوية التقليدية ذات الحجم الكبير. يكمن الوعد في استخدام الجزيئات الصغيرة لكسر هذه المقاومة.
1. لماذا الجزيئات الصغيرة فعالة ضد السرطان؟
يُطلق على هذا النوع من الجزيئات اسم مثبطات جزيئية صغيرة (Small Molecule Inhibitors). تفوقها في العلاج يكمن في خصائصها الفيزيائية:
-
الاختراق العميق: حجمها الصغير يسمح لها بعبور الأغشية الخلوية بسهولة، وبالتالي الوصول إلى الأهداف الجزيئية الموجودة داخل الخلية، مثل البروتينات النووية أو الأنزيمات الموجودة في السيتوبلازم. العديد من الأدوية البيولوجية (مثل الأجسام المضادة) لا يمكنها القيام بذلك.
-
استهداف الجيوب: يمكن لهذه الجزيئات أن ترتبط بالجيوب الصغيرة أو المواقع النشطة على البروتينات المسببة للسرطان، والتي تُعد “غير قابلة للتسديد” (Undruggable) بالعلاجات الكبيرة.
2. استهداف “السرطانات المستعصية”
تشمل السرطانات المستعصية عادة تلك التي لديها معدلات طفرات عالية أو آليات معقدة للمقاومة. على سبيل المثال:
-
الأورام الصلبة المقاومة: السرطانات التي طورت مقاومة للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
-
البروتينات الطافرة: مثل بعض الطفرات في بروتين KRAS، الذي كان يُعتقد لفترة طويلة أنه غير قابل للاستهداف، لكن الجزيئات الصغيرة بدأت تفتح الأبواب لعلاجه.
النجاح في اكتشاف جزيء صغير يعني خطوة نحو تطوير علاج فموي (يؤخذ عن طريق الفم) يمكنه أن يكون أكثر ملاءمة للمريض مقارنة بالحقن الوريدية.














