الجراحة تفتح الباب لجائزة نوبل وإلهام علاج جديد

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الجراحة تفتح الباب لجائزة نوبل وإلهام علاج جديد

لم يكن نجاح عملية زراعة الكلى في عام 1954 مجرد إنقاذ لحياة ريتشارد هيريك، بل كان نقطة تحول حقيقية في مسيرة الدكتور جوزيف إي. موراي المهنية وتاريخ الطب الحديث. توج هذا الإنجاز بعقد من الأبحاث اللاحقة التي غيرت ممارسة الطب إلى الأبد، واعترافاً عالمياً مُنح في ستوكهولم.

رحلة موراي نحو كبت المناعة

بعد نجاحه في تجاوز الرفض المناعي باستخدام التوائم المتطابقة، كان التحدي الأكبر للدكتور موراي هو تكرار هذا النجاح مع مرضى غير متطابقين جينياً. هذا استلزم العمل مع فرق الصيدلة والكيمياء لتطوير أدوية يمكنها “إسكات” الجهاز المناعي للمتلقي بشكل مؤقت وكافٍ حتى يتمكن الجسم من قبول العضو الجديد.

في أوائل الستينيات، تم إحراز تقدم هائل مع ظهور الأدوية المثبطة للمناعة. كانت التجارب الجريئة للدكتور موراي باستخدام أدوية مثل الآزاثيوبرين (Azathioprine)، وهو أول دواء فعال لكبت المناعة يتم استخدامه في زرع الأعضاء، هي التي سمحت بإجراء أول عملية زرع كلية ناجحة بين متلقي ومتبرع غير متطابقين في عام 1962. هذا الإنجاز الأخير أكد أن زراعة الأعضاء يمكن أن تصبح خيارًا علاجيًا قياسيًا ومتاحًا لعامة الناس.

الاعتراف العالمي: جائزة نوبل

تكريماً لدوره الريادي في تطوير علاج ثوري للأمراض والفشل العضوي، مُنح الدكتور جوزيف إي. موراي جائزة نوبل في الطب وعلم وظائف الأعضاء عام 1990. تقاسم الجائزة مع الدكتور إي. دونال توماس (E. Donall Thomas) الذي كان رائدًا في مجال زرع نخاع العظام لعلاج أمراض الدم.

أشادت لجنة نوبل بموراي لكونه “أول من أجرى عملية زرع عضو بشري ناجحة”، معتبرة أن عمله لم يقتصر على مجرد جراحة، بل وضع الأساس لفهم بيولوجيا الرفض المناعي وطرق التحكم فيه. لقد أدت إنجازاته إلى إنقاذ وتمديد حياة مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من الفشل الكلوي، وفشل الكبد، والقلب، والرئة. هذا العمل ألهم أجيالاً من الجراحين والباحثين للاستمرار في تطوير تقنيات الزرع والأدوية المساعدة، بما في ذلك الأبحاث حول تحمل الأعضاء وتقليل الآثار الجانبية لأدوية كبت المناعة.