عندما يتحدث الجلد: العلاقة المُعقدة بين الاحتكاك، العمر، والتغيرات الهرمونية التي تُعزز ظهور الزوائد الجلدية لدى مرضى السكري
لا تُفسر آلية مقاومة الأنسولين وحدها سبب إصابة مرضى السكري بالزوائد الجلدية. يجب الأخذ في الاعتبار أن ظهور هذه النتوءات الحميدة هو نتيجة لتفاعل مُعقد بين العوامل الأيضية (السكر والأنسولين) وعوامل أخرى مثل العمر، الاحتكاك الميكانيكي، والتغيرات الهرمونية التي غالباً ما تتفاقم لدى المرضى الذين يُعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي.
1. 3 عوامل مُساعدة على ظهور الزوائد الجلدية 🔄
تعمل هذه العوامل كـ “بيئة مُحفزة” تُسرّع من تأثير فرط الأنسولين على نمو الجلد:
- الاحتكاك المُزمن في طيات الجلد (Friction): الزوائد الجلدية تتكون حصرياً في المناطق التي تتعرض للاحتكاك المُستمر (الرقبة، الإبطين، الفخذين). في هذه المناطق، يُؤدي الاحتكاك إلى التهاب طفيف ومُستمر يُحفز الخلايا على التكاثر.
- التغيرات الهرمونية (الحمل وانقطاع الطمث): تُلاحظ زيادة كبيرة في ظهور الزوائد الجلدية خلال فترات التغير الهرموني الكبيرة، مثل الحمل (حيث يزداد إنتاج هرمونات النمو والإنسولين) وانقطاع الطمث. يُشير هذا إلى أن الأنسولين ليس الهرمون الوحيد المُتورط، بل هناك هرمونات نمو أخرى.
- التقدم في العمر: تزداد نسبة انتشار الزوائد الجلدية مع التقدم في العمر، وتصل إلى ذروتها في منتصف العمر. هذا الارتباط يعكس تدهوراً طبيعياً في مرونة الجلد وزيادة في احتمالية ظهور الأمراض الأيضية المُصاحبة (مثل السكري).
2. الزوائد الجلدية كـ “علامة تحذير” 🚩
بالنسبة للأشخاص غير المُشخصين بالسكري، يُمكن أن تكون الزوائد الجلدية مُصحوبة بـ الشواك الأسود (Acanthosis Nigricans) سبباً قوياً يدفع الطبيب لطلب فحص مستوى الجلوكوز في الدم أو مستوى الأنسولين في الدم.
- الارتباط بالإجهاد التأكسدي: يُعتقد أن فرط السكر في الدم يُؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي، مما يُسرع من الشيخوخة الخلوية والالتهاب، وهي عوامل تُساهم في نمو هذه الآفات الجلدية.
3. إزالة الزوائد الجلدية (والخطر المُتجدد)
بينما يمكن إزالة الزوائد الجلدية جراحياً أو بالتبريد أو الكي لغرض تجميلي، فإن الإزالة لا تمنع ظهور زوائد جديدة. إذا لم يتم التحكم في السبب الجذري (مقاومة الأنسولين)، فسوف يستمر الجسم في إنتاجها، مما يُؤكد أن السيطرة على نمط الحياة والسكري هي الحل الجذري.