فن إعطاء الدواء لطفلك العنيد: التغلب على الرفض والتعامل مع الأنواع المختلفة
النجاح في إعطاء الدواء لا يعتمد فقط على الدقة في القياس، بل أيضاً على المهارة في التعامل مع رفض الطفل. فالصراخ، والبصق، والهروب هي ردود فعل طبيعية تتطلب من الوالدين مزيجاً من الإبداع والحزم.
أولاً: تقنيات للتغلب على مقاومة الأطفال
لتحويل لحظة إعطاء الدواء من صراع إلى تعاون، يمكن اتباع هذه الإجراءات النفسية والعملية:
- الهدوء وبناء الثقة: كن هادئاً وحازماً. إذا شعر الطفل بتوترك، سيزيد رفضه. اشرح له ببساطة وصدق أن الدواء سيساعده على الشعور بالتحسن. استخدم لغة بسيطة وإيجابية.
- استخدام التقنية الصحيحة (للرضع): بالنسبة للرضع، استخدم المحقنة وضع طرفها على جانب الخد من الداخل (بين اللثة والخد). أدخل الدواء ببطء على دفعات صغيرة لتجنب الاختناق أو البصق.
- إضافة نكهة (بحذر): إذا كان طعم الدواء مراً، استشر الصيدلي عن إمكانية خلطه بكمية صغيرة جداً من طعام قوي النكهة، مثل عصير التفاح أو صلصة التفاح. الأهم هو التأكد من أن هذه الإضافة لا تؤثر على امتصاص الدواء.
- قاعدة “العلاج والمكافأة”: اجعل لحظة إعطاء الدواء سريعة ومتبوعة فوراً بمكافأة (حضن، ملصق، أو لعبة). هذا يساعد الطفل على ربط تناول الدواء بشيء إيجابي.
ثانياً: نصائح لأنواع محددة من الأدوية
التعامل مع المضادات الحيوية يختلف عن التعامل مع خافضات الحرارة، وكلاهما يتطلب اهتماماً خاصاً.
- المضادات الحيوية: يجب التأكيد على إكمال دورة المضاد الحيوي كاملة، حتى بعد شعور الطفل بالتحسن. التوقف المبكر يسمح للبكتيريا المتبقية بالنمو وتصبح مقاومة للدواء. إذا نسي الطفل جرعة، استشر الطبيب حول التوقيت المناسب للجرعة التالية.
- خافضات الحرارة: لا ينصح بالتناوب بين خافضات الحرارة (مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين) دون تعليمات واضحة من الطبيب، لأن هذا يزيد من خطر خلط الجرعات والوصول إلى مستويات سامة. الجرعة المحددة في الوقت المحدد هي الأفضل.
- القطرات والتحاميل: بالنسبة للقطرات (مثل قطرات الأنف أو الأذن)، تأكد من أن درجة حرارة القطرة معتدلة (ادفعها بين يديك قليلاً). عند استخدام التحاميل، جهز الطفل بوضعية مريحة واجعل العملية سريعة قدر الإمكان.
متى تطلب المساعدة الطبية؟
إذا تقيأ الطفل الدواء كاملاً بعد دقائق من تناوله، أو رفض تناول طعام طري مختلط بالدواء بشكل متكرر، يجب استشارة الطبيب لتحديد خطة بديلة للعلاج.
