الإبداع والاحتياطي المعرفي.. آلية حماية الدماغ

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

الإبداع والاحتياطي المعرفي.. آلية حماية الدماغ

تُظهر الدراسات أن الأنشطة الإبداعية، مثل الرسم، والكتابة، والعزف على آلة موسيقية، أو حتى الأعمال اليدوية المعقدة، ليست مجرد وسائل للترفيه، بل هي تمارين ذهنية مكثفة تساهم في بناء ما يُعرف بـ الاحتياطي المعرفي (Cognitive Reserve)، وهو خط الدفاع الوقائي ضد التدهور المرتبط بالشيخوخة.

1. تنشيط الشبكات العصبية المتعددة

تتميز الهوايات الإبداعية بأنها تتطلب تفاعلاً بين نصفي الدماغ وأجزاء متعددة منه في آن واحد، وهو ما لا يحدث في الأنشطة الروتينية البسيطة:

    • الفص الجبهي (التخطيط): يتطلب التعبير الإبداعي التخطيط، واتخاذ القرارات، وتحديد الأهداف (ماذا أرسم؟ ما هي الخطوة التالية في النسيج؟).

    • القشرة الحركية (المهارة): تتطلب الدقة الحركية، خاصة المهارات الحركية الدقيقة (Fine Motor Skills) في الأصابع واليدين، مثل العزف أو النحت. هذا التنسيق بين العين واليد يعزز الاتصال العصبي.

    • المناطق البصرية والمكانية: يتطلب الإبداع قدرة على تصور الأشكال والألوان والمساحات

, مما يحافظ على مرونة مناطق المعالجة البصرية والمكانية في الفصوص الجدارية.

2. بناء الاحتياطي المعرفي ومقاومة التلف

الاحتياطي المعرفي هو قدرة الدماغ على الصمود أمام تلف أو تغييرات هيكلية (مثل تلك المرتبطة بالزهايمر) دون أن يظهر تدهور وظيفي كبير.

  • زيادة المرونة العصبية (Neuroplasticity): ممارسة الهوايات الإبداعية بانتظام تجبر الدماغ على تكوين مسارات عصبية جديدة ومعقدة، وتحسين كفاءة المسارات القديمة. هذه المسارات الإضافية تعمل كـ “شبكة احتياطية” يمكن للدماغ الاعتماد عليها عند تلف المناطق الأساسية.

  • الحفاظ على حجم الدماغ: تشير بعض الأبحاث إلى أن كبار السن الذين يمارسون أنشطة إبداعية بانتظام يظهرون انكماشاً أبطأ في حجم المادة الرمادية في مناطق معينة من الدماغ مقارنة بأقرانهم غير النشطين ذهنياً.