الأعمال الفنية تقلل من التوتر والأمراض النفسية .. تشير مؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً (إليزابيث جيلبرت)، بأنه لا يوجد ما يدعى بالشخص غير المبدع.
فإذا كنت على قيد الحياة، فأنت مبدع لا محالة.
ولكن مع تقدمنا في العمر وتحولنا إلى بالغين جديين، يتوقف الكثير منا عن المشاركة في الأعمال الفنية والإبداعية التي تقلل من الأمراض النفسية .
بالنسبة للكثير من الأشخاص، فإن السبب هو الخجل.
فمع نضوج نظرتنا، ندرك بأننا ببساطة لسنا جيدين جداً في الرسم، أو التلوين، أو العزف على الغيتار.
ويبدو لنا بأن الأمر المنطقي عند هذه المرحلة هو التخلي عن هذه الهوايات ببساطة.
ولكن إذا كان هذا الأمر ينطبق عليك، فنحن ننصحك بالنظر مرة أخرى في هذا الأمر.
تبعاً للبحث الذي تم إجراؤه مؤخراً من قبل جامعة دريكسل فإن عدم القدرة على رسم وجه مبتسم مقنع ليس سبباً للتوقف عن الرسم.
حتى الأعمال الفنية البشعة تمتلك تأثيرات قوية في التخلص من التوتر.
ليس عليك أن تكون فان جوخ للمشاركة في الأعمال الفنية
دعت الدراسة ببساطة 39 شخصاً بالغاً ليقوموا بابتكار أعمال فنية بأي شكل من الأشكال التي تحلو لهم خلال 45 دقيقة.
وكان ذلك باستخدام مواد بسيطة مثل أقلام التعليم والصلصال ومواد الكولاج.
لقياس تأثير هذه العملية الإبداعية على مستويات التوتر لدى المشاركين، قام فريق البحث بقياس مستويات هرمون الكورتيزول لديهم، وهو علامة جسدية على التوتر، قبل وبعد تأديتهم للمهمة الفنية.
وجد الباحثون بأن مستويات الكورتيزول قد انخفضت لدى المشاركين بنسبة 75% بعد قضائهم لـ45 دقيقة من صناعة الأعمال الفنية.
على الرغم من وجود بعض الاختلاف في مدى انخفاض مستويات الكورتيزول لدى الأشخاص.
إلّا أنه لم يكن هناك ارتباط بين الخبرات الفنية السابقة للشخص وانخفاض مستويات ذلك الهرمون.
هذا يعني بأن جميع أنواع الفن، حتى السيء منها، يمكن أن تعطي الآثار المخففة من التوتر التي يقدمها اللعب بالطلاء والطين.
يبدو بأن المشاعر الذاتية للمشاركين في الدراسة تعكس هذه الحقيقة، حيث أشار أحد المشاركين بالتجربة، بأن هذا العمل كان مريحاً جداً.
حيث أنه بعد مضي حوالي خمس دقائق، كانوا أقل شعوراً بالقلق.
بحسب (جيريجا كايمال)، وهي أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، فإن كل شخص مبدع في داخله.
ولكن على الرغم من أن (كايمال) لم تكن متفاجئة من أن الجميع استمتعوا بوقتهم وهم يقومون بإبداع الأعمال الفنية، إلّا أنها فوجئت بأن الفنانين السيئين حصلوا على نفس المزايا الجيدة لهذه التجربة.
فقد كانت تتوقع بأن أولئك الذين يمتلكون القليل من المهارة الفنية سيكونون هم الأكثر استفادة من المزايا المخففة للتوتر، ولكن هذا لم تكشفه البيانات.
أعطي لنفسك الفرصه لتكون مبدعاً
خلاصة القول هي بسيطة بشكل لا يصدق، إعطاء نفسك الفرصة لتكون خلاقاً لا تتعلق بأن تكون فناناً جيداً.
بل هي ببساطة ممارسة حاجة إنسانية أساسية للتسلية والإبداع، ويمكن لأي شخص أن يستفيد من هذه التجربة، مهما كان صوته رهيباً أو كانت يده غير خبيرة.
لذلك لا تعتقد بأن عليك أن تكون (فان جوخ) لكي تقوم بالرسم.
أو تكون (بافاروتي) لتشارك في جوقة الغناء المحلية، فقط انضم واستمتع.
حتى لو كنت فظيعاً، فسترى بأن مستويات التوتر لديك قد انخفضت على أي حال.