جرح الروح: الأثر المدمر لتخلي الأسرة البديلة عن الطفل المتبنى
تبني طفل هو قرار إنساني نبيل، يهدف إلى توفير بيئة أسرية دافئة وآمنة لطفل فقد سند أسرته الأصلية. ولكن، ماذا يحدث عندما تتخلى الأسرة البديلة عن هذا الطفل؟ كيف يؤثر ذلك على نفسيته ومستقبله؟
صدمة الفقد المضاعف
- فقدان الثقة: يشعر الطفل المتبنى بفقدان الثقة في الكبار والعالم من حوله، حيث يرى أن الأشخاص الذين وثق بهم وأحبهم قد تخلوا عنه.
- الشعور بالرفض: يتولد لدى الطفل شعور عميق بالرفض وعدم الاستحقاق، مما يؤثر على تقديره لذاته.
- القلق والتوتر: يعاني الطفل من قلق وتوتر دائمين، خوفًا من تكرار تجربة التخلي في المستقبل.
- تدني مفهوم الذات: تتأثر صورة الطفل الذاتية سلبًا، وقد يرى نفسه شخصًا غير مرغوب فيه.
الآثار النفسية طويلة المدى
- صعوبة تكوين علاقات: قد يواجه الطفل صعوبة في تكوين علاقات صحية ومستقرة في المستقبل، خوفًا من التعرض للخيانة.
- اضطرابات عاطفية: قد يعاني الطفل من اضطرابات عاطفية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.
- مشاكل سلوكية: قد تظهر على الطفل مشاكل سلوكية مثل العنف والعدوانية والتمرد.
- صعوبات في التعلم: قد تؤثر الصدمة النفسية على قدرة الطفل على التركيز والتعلم.
دور الأسرة البديلة في تجنب هذه الأضرار
- التأهيل النفسي: يجب أن تخضع الأسرة البديلة لبرامج تأهيل نفسي قبل وبعد تبني الطفل، لضمان قدرتها على التعامل مع احتياجاته النفسية.
- الشفافية والصراحة: يجب أن تكون الأسرة البديلة شفافة وصريحة مع الطفل بشأن ظروف تبنيه، وأن تجيب على تساؤلاته بصراحة ووضوح.
- الدعم النفسي المستمر: يجب أن توفر الأسرة البديلة دعمًا نفسيًا مستمرًا للطفل، وأن تستشير أخصائيين نفسيين عند الحاجة.
- توفير بيئة آمنة ومستقرة: يجب أن توفر الأسرة البديلة بيئة آمنة ومستقرة للطفل، وأن تضمن له الحب والرعاية والاحترام.
دور المجتمع والمؤسسات
- تفعيل القوانين والتشريعات: يجب تفعيل القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق الأطفال المتبنين، وتضمن عدم تعرضهم للإهمال أو التخلي.
- توفير الدعم النفسي للأطفال المتبنين: يجب توفير خدمات الدعم النفسي للأطفال المتبنين وأسرهم البديلة، لمساعدتهم على تجاوز الصعوبات والتحديات.
- التوعية المجتمعية: يجب زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التبني، وبحقوق الأطفال المتبنين، وبأهمية توفير بيئة أسرية مستقرة لهم.
الخلاصة
تخلي الأسرة البديلة عن الطفل المتبنى هو تجربة مؤلمة ومدمرة، قد تترك آثارًا نفسية طويلة المدى على الطفل. لتجنب هذه الأضرار، يجب على الأسر البديلة أن تكون مستعدة لتحمل مسؤولية تبني الطفل، وأن توفر له الحب والرعاية والدعم النفسي اللازم. كما يجب على المجتمع والمؤسسات أن يلعبوا دورًا فعالًا في حماية حقوق الأطفال المتبنين














