المشي 7500 خطوة يوميًا: وصفة طبيعية لمحاربة الاكتئاب؟
لطالما ارتبط النشاط البدني، وخاصة المشي، بصحة جيدة ونفسية مستقرة. ولكن هل هناك عدد محدد من الخطوات التي يمكن أن تكون بمثابة وصفة سحرية للتخلص من الاكتئاب؟ في الآونة الأخيرة، أثار بحث علمي جديد جدلاً واسعًا حول هذا الموضوع، حيث أشار إلى أن المشي 7500 خطوة يوميًا قد يكون كافيًا للحد بشكل كبير من خطر الإصابة بالاكتئاب.
الدراسة التي غيرت كل شيء
أجريت دراسة شاملة على مجموعة كبيرة من الأفراد، حيث تم تتبع عدد الخطوات التي يمشونها يوميًا وربطها بصحتهم النفسية. وكانت النتائج مذهلة، فقد أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين مشوا 7500 خطوة يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 42% مقارنة بغيرهم.
ما الذي يجعل هذا الرقم بالذات، 7500 خطوة، له هذا الأثر الكبير؟
لا يزال العلماء يبحثون عن الإجابة الدقيقة، ولكن هناك عدة نظريات محتملة:
- تحفيز إنتاج الإندورفين: المشي يحفز إنتاج الإندورفين، وهي مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تعمل كمضادات للاكتئاب وتقلل من الشعور بالألم.
- تحسين الدورة الدموية: يزيد المشي من تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد على تزويد الخلايا بالأكسجين والمغذيات اللازمة لوظيفتها بشكل صحيح.
- تقليل التوتر: يساعد النشاط البدني على تقليل هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، مما يساهم في تحسين المزاج وتقليل القلق.
- تحسين النوم: يرتبط النشاط البدني المنتظم بنوم أفضل، والنوم الجيد بدوره يلعب دورًا حاسمًا في الصحة النفسية.
هل 7500 خطوة هي الرقم السحري للجميع؟
على الرغم من أن الدراسة أشارت إلى أن 7500 خطوة هي رقم مهم، إلا أنه من المهم التأكيد على أن كل فرد يختلف عن الآخر. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى عدد أقل من الخطوات لتحقيق نفس الفوائد، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى عدد أكبر. كما أن الحالة الصحية العامة والعمر والظروف المعيشية تلعب دورًا هامًا في تحديد عدد الخطوات المثالية لكل فرد.
نصائح لزيادة عدد الخطوات اليومية:
- استخدام جهاز لعد الخطوات: يمكن استخدام ساعة ذكية أو تطبيق على الهاتف لمتابعة عدد الخطوات اليومية.
- النزول من المواصلات العامة مبكرًا: المشي لمسافة قصيرة يمكن أن يضيف عددًا كبيرًا من الخطوات إلى إجمالي اليوم.
- استخدام الدرج بدلًا من المصعد: يمكن أن يكون هذا التغيير البسيط له تأثير كبير على عدد الخطوات اليومية.
- القيام بنشاط بدني خفيف خلال فترات الراحة: يمكن المشي في مكان العمل أو المنزل خلال فترات الاستراحة القصيرة.
- الاشتراك في أنشطة جماعية: يمكن للمشاركة في الأنشطة الجماعية مثل المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات أن تجعل ممارسة الرياضة أكثر متعة.
أهمية النشاط البدني للصحة النفسية
بغض النظر عن العدد الدقيق للخطوات، فإن النشاط البدني المنتظم له فوائد صحية نفسية لا يمكن إنكارها. فهو يساعد على:
- تحسين المزاج: يزيد النشاط البدني من إفراز الإندورفين، مما يؤدي إلى الشعور بالسعادة والرضا.
- تقليل التوتر والقلق: يساعد النشاط البدني على تخفيف التوتر والقلق وتحسين القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية.
- زيادة الثقة بالنفس: يساعد تحقيق الأهداف المتعلقة بالنشاط البدني على زيادة الثقة بالنفس وتحسين احترام الذات.
- تحسين جودة النوم: يساعد النشاط البدني المنتظم على الحصول على نوم أفضل وأكثر عمقًا.
الخلاصة:
في حين أن الدراسات تشير إلى أن المشي 7500 خطوة يوميًا قد يكون مفيدًا للصحة النفسية، إلا أنه من المهم تذكر أن أي مستوى من النشاط البدني أفضل من عدم القيام بأي شيء. يجب على كل فرد أن يجد النشاط البدني الذي يستمتع به ويستطيع الالتزام به على المدى الطويل.
