التأتأة في اليوم العالمي لها: اضطراب الطلاقة بين المرحلة النمائية العابرة والمشكلة المزمنة
مقدمة: في الثاني والعشرين من أكتوبر من كل عام، يتجه الاهتمام العالمي إلى التأتأة (أو التلعثم)، وهو اضطراب في طلاقة الكلام، يتميز بالتكرار أو الإطالة غير الإرادية للأصوات والمقاطع أو الكلمات، أو التوقف المفاجئ أثناء الحديث (الكتل). التساؤل الأبرز لدى الآباء هو: هل التأتأة عند طفلي مجرد مرحلة نمو مؤقتة ستزول، أم أنها اضطراب يتطلب تدخلاً متخصصاً؟ الإجابة تكمن في التمييز بين نوعين رئيسيين من التأتأة.
1. التأتأة النمائية العابرة (Normal Disfluency): مرحلة النمو المؤقتة تُعد التأتأة النمائية النوع الأكثر شيوعاً، وتظهر عادةً بين عمر سنتين وخمس سنوات، وهي الفترة التي يشهد فيها الطفل طفرة هائلة في اكتساب اللغة والمفردات.
- لماذا تحدث؟ في هذه المرحلة، تتجاوز رغبة الطفل في التعبير وكمية الأفكار لديه قدرته على إنتاج الكلام وتنظيمه حركياً. أي أن دماغ الطفل يفكر أسرع مما يستطيع جهازه الصوتي-الحركي تنفيذه.
- خصائصها: غالباً ما تكون عبارة عن ترددات طبيعية أو تكرار لكلمات كاملة أو عبارات قصيرة (مثل: “أريد.. أريد.. اللعب”)، وغالباً ما لا يكون مصحوباً بجهد جسدي أو توتر في الوجه أو الجسم.
- مصيرها: الأخبار المطمئنة هي أن ما يصل إلى 80% من الأطفال الذين يمرون بهذه المرحلة يتعافون تلقائياً دون الحاجة لعلاج متخصص، وعادة ما تختفي التأتأة في غضون ستة أشهر إلى سنة.
2. التأتأة المزمنة (Stuttering): الاضطراب الذي يتطلب تدخلاً يصبح اضطراب الطلاقة “تأتأة مزمنة” عندما يستمر بعد تجاوز مرحلة النمو اللغوي الحرجة، أو عندما تظهر عليه علامات أكثر حدة.
- الخصائص والأعراض:
- تكرار الأصوات والمقاطع: (مثل: “كـ كـ كـ كلب”) بدلاً من تكرار الكلمة بالكامل.
- الإطالة: إطالة غير طبيعية للأصوات (مثل: “سسسسـلام”).
- الكتل (Blockage): توقف كامل في تدفق الكلام مع بذل جهد واضح، وقد يظهر على شكل توتر في عضلات الوجه والفك، أو حركات جسدية ثانوية (مثل رمش العينين، أو هز الرأس).
- العوامل السببية: لا يوجد سبب واحد محدد للتأتأة المزمنة، لكنها ترتبط في الغالب بعوامل عصبية-فسيولوجية ووراثية (حوالي 60% من الأطفال المتأتئين لديهم تاريخ عائلي). لا علاقة للتأتأة بالذكاء.
خاتمة: إن اليوم العالمي للتأتأة هو دعوة لرفع الوعي بأن التأتأة ليست ضعفاً أو عيباً، بل هي اضطراب في التواصل يمكن التعامل معه بفعالية. التمييز بين المرحلة النمائية العابرة والاضطراب المزمن أمر حاسم، ويجب على الأهل مراجعة أخصائي النطق واللغة إذا استمرت التأتأة لأكثر من ستة أشهر، أو بدأت بعد عمر الأربع سنوات، أو رافقتها علامات توتر جسدي أو قلق اجتماعي.














