ارتفاع السرطان بين الشباب.. ما دور الوجبات السريعة ونمط الحياة الخامل؟
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب تحت سن الأربعين، وهو ما أثار قلق الأطباء والباحثين حول أسباب هذا الارتفاع المتسارع. وبينما تلعب العوامل الوراثية دورًا محدودًا، تؤكد الدراسات الحديثة أن نمط الحياة الحديث، المعتمد على الوجبات السريعة وقلة الحركة، أصبح عنصرًا مؤثرًا في تغيير صحة الأجيال الجديدة بشكل غير مسبوق.
الوجبات السريعة تُعد من أكثر المسببات المباشرة للمشكلات الصحية المزمنة، فهي غنية بالدهون المتحولة، السكريات، الملح والمواد الحافظة، وكلها عوامل تزيد الالتهاب داخل الجسم وتُضعف جهاز المناعة. هذا الالتهاب المستمر يساعد في تهيئة بيئة مناسبة لظهور الخلايا السرطانية. كما يؤدي الإفراط في تناول هذه الأطعمة إلى زيادة الوزن والبدانة، وهي من أبرز عوامل الخطر التي ترتبط بسرطانات مثل القولون، الثدي، الكبد، والبنكرياس.
إلى جانب ذلك، أصبحت قلة النشاط البدني جزءًا أساسيًا من حياة الشباب. فاعتمادهم على الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة يؤدي إلى انخفاض معدل حرق السعرات، وتراجع كفاءة الدورة الدموية، وضعف قدرة الجسم على التخلص من السموم. هذا الخمول يسهم في تراكم الدهون حول الأعضاء، ما يزيد الالتهاب الداخلي ويرفع خطر الإصابة بالسرطان.
وللوقاية، يشدد الأطباء على أهمية تبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، والحد من الأطعمة المصنعة واستبدالها بوجبات طبيعية مليئة بالخضروات والفواكه. كما يُنصح بإجراء فحوصات دورية، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض، وتجنب التدخين والكحول باعتبارهما من أبرز العوامل المسرطنة.













