إغلاق عيادة تجميل غير مرخصة بالعجوزة..الأسباب والخطر الخفي
في خطوة حاسمة لضمان سلامة المواطنين، تم مؤخرًا إغلاق عيادة تجميل غير مرخصة في منطقة العجوزة. هذا الإجراء، الذي أصبح يتكرر في مناطق مختلفة، يُسلط الضوء على مشكلة خطيرة ومتنامية في قطاع التجميل، حيث يلجأ البعض إلى العمل دون الحصول على التصاريح اللازمة، مما يُعرض حياة وصحة العملاء لمخاطر جسيمة. الأسباب وراء هذه الإغلاقات ليست مجرد مخالفات إجرائية، بل تتعلق بمخاطر صحية وأخلاقية لا يُستهان بها.
غياب التراخيص: بوابة للمخاطر
السبب الرئيسي والأكثر وضوحًا لإغلاق أي منشأة طبية أو تجميلية هو عدم الحصول على التراخيص اللازمة من وزارة الصحة أو الجهات الرقابية المختصة. هذه التراخيص ليست مجرد أوراق روتينية، بل هي ضمانات أساسية تُثبت أن العيادة تستوفي المعايير الصحية والفنية المطلوبة لممارسة النشاط. فغياب الترخيص يعني بالضرورة:
عدم استيفاء شروط النظافة والتعقيم: العيادات غير المرخصة غالبًا ما تفتقر إلى البيئة المعقمة والأدوات المعقمة بشكل صحيح، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتقال العدوى الخطيرة، مثل التهاب الكبد الوبائي والإيدز.
غياب التجهيزات الطبية اللازمة: قد لا تكون العيادة مجهزة بالمعدات الطبية الأساسية أو معدات الطوارئ للتعامل مع أي مضاعفات قد تحدث أثناء الإجراءات التجميلية.
عدم الالتزام بالمعايير الصحية: من تهوية كافية، إلى التخلص الآمن من النفايات الطبية، وصولًا إلى توفير مياه نظيفة، كلها معايير تلتزم بها العيادات المرخصة لضمان بيئة آمنة.
كوادر غير مؤهلة ومواد غير آمنة
الأخطر من غياب التراخيص هو أن العيادات غير المرخصة غالبًا ما تُشغلها كوادر غير مؤهلة، أي أشخاص ليس لديهم الشهادات الطبية أو التدريب الكافي لإجراء العمليات التجميلية. قد يكون هؤلاء مدعين للخبرة، أو يمارسون مهنًا طبية دون تخصص، مما يعرض المرضى لأخطاء طبية فادحة. إجراءات مثل حقن الفيلر، البوتوكس، أو الليزر تتطلب خبرة ودراسة طبية عميقة للتعامل مع التشريح البشري، والجرعات الصحيحة، وكيفية التعامل مع المضاعفات.
بالإضافة إلى ذلك، قد تستخدم هذه العيادات مواد تجميلية رخيصة وغير معتمدة أو مغشوشة. هذه المواد قد تحتوي على مكونات ضارة، أو تكون منتهية الصلاحية، أو لا تتوافق مع المعايير الصحية، مما يؤدي إلى:
تفاعلات تحسسية شديدة.
تشوهات دائمة في الوجه والجسم.
التهابات مزمنة يصعب علاجها.
مضاعفات خطيرة قد تستلزم تدخلًا جراحيًا عاجلًا.
حماية المستهلك: مسؤولية الجميع
إن إغلاق عيادات التجميل غير المرخصة هو إجراء ضروري لحماية صحة وسلامة المستهلكين. ولكن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق الجهات الرقابية. يجب على المواطنين أنفسهم أن يكونوا أكثر وعيًا وحرصًا عند اختيار مكان لإجراء أي تدخل تجميلي. من الضروري التأكد من ترخيص العيادة، وسمعة الطبيب أو الأخصائي، والشهادات التي يحملها. السؤال عن مصدر المواد المستخدمة وطلب رؤية تواريخ صلاحيتها هو حق لكل عميل.
إن صحة وجمال الفرد لا يجب أن يكونا ثمنًا للبحث عن أسعار أقل أو حلول سريعة. فالعواقب قد تكون وخيمة وتستمر مدى الحياة. هل تعتقد أن هناك وعيًا كافيًا بمخاطر عيادات التجميل غير المرخصة؟














