“إزالة الأجسام المضادة” تُحدث ثورة في زراعة الكلى وتُنهي سنوات الانتظار.

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

التحرر من قيد فصائل الدم: تقنية “إزالة الأجسام المضادة” تُحدث ثورة في زراعة الكلى وتُنهي سنوات الانتظار.

 

تُعد مُطابقة فصيلة الدم (ABO Compatibility) حاجزاً تاريخياً وحاسماً في زراعة الكلى؛ فجهاز المُناعة لدى المُتلقي يمتلك بشكل طبيعي أجساماً مُضادة (Antibodies) ضد فصائل الدم الغريبة، والتي تهاجم وتُدمر الكلية المُتبرع بها فور زرعها. إلا أن الابتكار الطبي الأخير أزال هذا القيد عبر تطوير تقنيات مُتقدمة تستهدف “تنظيف” دم المريض من هذه الأجسام المُضادة، مما يُتيح لأي مريض الحصول على كلية من أي مُتبرع، بغض النظر عن فصيلة دمه.


 

1. الآلية العلمية: كسر حاجز التوافق (ABO)

 

تعتمد هذه الثورة على تجاوز الصراع بين المُستضدات (Antigens)، وهي العلامات الموجودة على خلايا الكلية المُتبرع بها، والأجسام المضادة الموجودة في دم المُتلقي.

 

أ. تحديد الصراع المناعي:

 

في الحالة الطبيعية، إذا كانت فصيلة دم المُتلقي “A” والمُتبرع “B”، يمتلك المُتلقي أجساماً مُضادة ضد فصيلة “B” جاهزة لتدمير الكلية فور توصيلها. هذه العملية تُسمى الرفض فوق الحاد (Hyperacute Rejection) وتكون كارثية.

 

ب. تقنيات “تنظيف الدم” قبل الزرع:

 

للتغلب على هذا، يتبع الأطباء نظاماً علاجياً مُركباً قبل وأثناء وبعد الجراحة:

  1. فصل البلازما (Plasmapheresis) أو الامتصاص المناعي (Immunoadsorption): وهي إجراءات تُشبه غسيل الكلى، يتم فيها سحب دم المريض وتنقيته من الأجسام المضادة المُتسببة في الرفض. تُستخدم أعمدة مُتخصصة لـ “امتصاص” أو ربط هذه الأجسام المضادة بفاعلية عالية.
  2. التثبيط الدوائي (Immunosuppression): يتم إعطاء المريض مجموعة مُعينة من الأدوية بجرعات مُكثفة قبل الزرع لمنع جسمه من إنتاج المزيد من هذه الأجسام المضادة الجديدة بعد التنظيف.

بهذا، يتم زرع الكلية في بيئة مُناعية “هادئة” نسبياً، مما يُعطي الأطباء وقتاً كافياً لتثبيت الكلية الجديدة بجرعات تثبيط المناعة القياسية.


 

2. النتائج المُترتبة والمُضاعفات المُحتملة

 

  1. توسيع مخزون المتبرعين: سمحت هذه التقنية بزيادة عدد التبرعات المُمكنة، خاصة للأشخاص الذين يمتلكون فصائل دم نادرة (مثل فصيلة AB) أو الذين يواجهون صعوبة في العثور على مُطابق.
  2. مخاطر الرفض المُتأخر: على الرغم من نجاحها، تتطلب هذه الإجراءات مُراقبة مُكثفة للمريض بعد الزرع لضمان عدم عودة الأجسام المضادة للإنتاج، وقد يحتاج المرضى إلى جرعات تثبيط مناعة أعلى قليلاً من زراعات الأعضاء التقليدية.