إذا كنت تعاني من التوتر العصبي، فأنت أكثر عرضة لأمراض القلب.
إن التوتر العصبي المستمر ونمط الحياة اليومي العصبي، قد يؤديان إلى حدوث أمراض القلب والشرايين، خصوصًا المرضى الذين لديهم عوامل خطورة مثل الضغط والسكري والتدخين وارتفاع الكوليسترول.
التوتر العصبي قد يؤدي إلى أمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية وجلطات الشرايين التاجية التي تؤدي إلى الأزمات القلبية.
أيضًا الأشخاص الذين يعانون من التوتر عادة ما يأتي إلى دكتور القلب يشتكي من تسارع ضربات القلب الذي فعلًا قد يكون تسارعًا مرضيًا أو تسارعًا عرضيًا يختفي باختفاء السبب، وذلك يحدده دكتور القلب بالفحوصات.
ذكر علماء من مدينة ميونيخ الألمانية أن الاكتئاب لدى الرجال يمكن أن يشكل خطورة كبيرة على القلب، مسببًا ما يعرف بالأمراض القلبية الوعائية، وهي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فالاكتئاب في ذلك مثل العوامل الأخرى التي تهدد القلب؛ كزيادة الوزن وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، أما ارتفاع ضغط الدم والتدخين فيعتبران من أكبر المخاطر، حسبما ذكر رئيس فريق الباحثين.
أشارت دراسة إلى أن 15 بالمائة من الوفيات؛ جراء أمراض شرايين القلب كان يمكن تفاديها لو لم يعان الضحايا من مشاكل الاكتئاب، فالأمراض النفسية يمكن أن تؤثر على الجسم بشكل أكبر مما كنا نعتقد، ولذلك فإن معالجة الاكتئاب ضرورية للوقاية من خطر الإصابة بنوبة قلبية، بل يمكن أن تكون عاملًا لإنقاذ الحياة أيضًا، كما ينصح العلماء بأن يتم إخضاع مرضى القلب ذوي الحالات الخطيرة إلى المعالجة النفسية في صورة الإصابة بالاكتئاب؛ إذ يجب على الأطباء المختصين أن يكونوا على دراية بأن الحالة النفسية تشكل جزءًا من تأزم الأمراض القلبية.
كما تشير الدراسة إلى أن ردة فعل القلب على هرمونات التوتر تكون قوية خاصة على النفس، وهذا ما ركز عليه الأطباء منذ بداية التسعينيات، خاصة ما يعرف بمتلازمة القلب المنكسر؛ إذ يتشنج القلب مما يؤدي لآلام في منطقة الصدر، ولا سيما عند فقدان أحد الأحبة أو الفراق ومشاكل الثقل النفسي، وسبب ذلك ليس انسدادًا في العروق بقدر ما هو ضرر في عضلة القلب بسبب حالة التوتر النفسية.
أفاد باحثون، على سبيل المثال، بأن مرضى القلب المصابين أصلًا باضطراب القلق العام الذي يتمثل في وجود قلق متواصل وملحّ، حتى حول أمور عادية جدًا، يتعرضون على الأكثر لنوبات قلبية ومشكلات قلبية خطيرة أكثر من المرضى الذين لا يوجد لديهم هذا الاضطراب.
أما نوبات الذعر «panic attacks»، التي يمكن أن تنتاب الشخص، منفردة أو كجزء من إصابته باضطراب القلق العام، فقد تولد أعراضًا يمكن أن تكون ملتبسة مع أعراض النوبة القلبية.
حلل الباحثون الكنديون دراسات أجريت على مرضى أدخلوا للعلاج في أقسام الطوارئ لمعاناتهم من آلام في الصدر، وكانت استنتاجاتهم هي أن واحدًا من كل خمسة من الذين خضعوا لاختبارات على القلب والأوعية الدموية قد تعرضوا فعلًا لنوبات الذعر، وليس لنوبات قلبية.
يرتبط اضطراب القلق العام مع زيادات في إفراز هرمون التوتر «كورتيزول» «cortisol» وزيادات في المواد الكيميائية الأخرى، التي يفرزها الجسم أثناء استجابته لمهمات «المجابهة» أو «الهرب»، وهذا بدوره يمكن أن يقود إلى احتمال أكثر لحدوث نوبات قلبية أو أحداث سيئة في القلب.
من التفسيرات الأخرى التي قد تربط بين حدوث القلق وأمراض القلب، هو أن الأشخاص المصابين باضطراب القلق العام يمتلكون في العادة مستويات قليلة من أحماض «أوميجا – 3» الدهنية، التي تمتلك بعض الخصائص للوقاية من أمراض القلب، ولكن إلى الآن ليس من الواضح كيفية ارتباط أمراض القلب مع القلق، وكيف يمكن للقلق أن يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية.
وهكذا فإن كنت مصابًا بمشكلة في القلب إضافة إلى شعورك بالقلق، فعليك مناقشة المشكلة مع الطبيب، إذ يمكن علاج اضطرابات القلق بنجاح، وليس دومًا بتناول الأدوية، ويلجأ الكثير من الأشخاص إلى وسائل مثل التأمل وغيره، بهدف التحكم في مشكلة القلق.
أوضحت دراسة أن الناس الذين يشعرون بتفاؤل تجاه المستقبل تزيد فرصهم للحياة لعشرات السنين بعد إصابتهم بأزمة قلبية لأول مرة، مقارنة مع من هم أقل تفاؤلًا.
وأفضل النصائح للتخلص من القلق هو ممارسة الرياضة الخفيفة وبصورة مستمرة، مثل المشي وركوب الخيل أو الدراجات الهوائية لأنها تساعد في تقليل هرمونات القلق وتنشط الدورة الدموية والقلب، كما أن هناك عدة طرق للاسترخاء أثبتت نجاحها علميًا مثل تدريبات التنفس واسترخاء العضلات، وكذلك رياضة اليوجا التي تساعد في الاسترخاء، كما أثبت علميًا أنها إحدى الوسائل لتقليل التوتر وأمراض القلب.
إن الجسم والعقل يحتاجان إلى الراحة، فالذين يجلسون باستمرار في العمل أو أمام الكومبيوتر أو التلفاز، لا بد من توفير أوقات للاسترخاء والاستجمام.