أفراح أكثر .. رغم أنف كورونا !! 

لايت نيوز

0:00

أفراح أكثر .. رغم أنف كورونا !! 

بقلم : نهال بدران

أحلم باليوم الذي أري فيه إبنتي ترتدي ثوب الزفاف، ويعقد قرانها علي فتي أحلامها !

قد تدمع عيناي، لكنها دموع الفرحة، التي تشاركني فيها كل أم في مثل هذه المناسبة الغالية.

وعلي الرغم من آثار جائحة كورونا، وما تبعها من إجراءات إحترازية، تتطلب التباعد، وتحد من حفلات الزفاف، فإن حالات الزواج، في عام كورونا، إرتفعت في مصر بنسبة ٤.٦%، وفقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

تفنن المصريون في عقد الزيجات، بعيدا عن قاعات الأفراح التي تزدحم بمئات المدعوين.

بلغ عدد حالات الزواج خلال العام الماضي، عام كورونا، ٩٠٢ ألف حالة بالتمام والكمال!

السؤال الذي يتبادر إلي ذهنك الآن:

كيف تزيد حالات الزواج في ظل جائحة مزعجة مثل كورونا ؟
هؤلاء هم المصريون، الذين يملكون القدرة علي التغلب علي أشد الأزمات، بأفكار غير تقليدية.

لا توجد دراسات إجتماعية، تفسر هذه الظاهرة، خاصة وأنها تتعارض مع ما حدث في كثير من دول العالم، حيث إنخفضت حالات الزواج بنسب ليست قليلة.

لذلك فإن مراكز البحث الإجتماعي، مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضي، بدراسة هذه الظاهرة وإيجاد تفسير علمي لها.

هناك أراء لعلماء النفس والإجتماع تفسر هذه الظاهرة. آراء شخصية لكنها تستحق الإهتمام. من أسباب زيادة حالات الزواج، تعطل الآلآف عن العمل، كما حدث للعاملين بقطاع السياحة، الذين وجدوها فرصة لإتمام زيجاتهم، منتظرين عودة النشاط السياحي.

علماء آخرون أشاروا إلي أن ظروف الحظر التي صاحبت جائحة كورونا دفعت الجميع إلي تغيير بعض سلوكيات الزواج، ومنها عقد الأفراح في قاعات الفنادق.

والتي تحتاج إلي نفقات ضخمة، بعد أن يضاف إليها أجور الفنانين الذين يحيون الحفل، وكذلك تقديم أشهي الأطعمه للمدعوين، كنوع من التباهي والتفاخر. إختفاء معظم هذه المظاهر وأصبحت الإحتفالات تقام في نطاق أضيق، والتكاليف أقل كثيرا.

هذه مجرد آراء فردية، لكن الظاهرة تستحق دراسة علمية متخصصة، توضح أسباب زيادة حالات الزواج في ظروف الجائحة!
الظاهرة الأخري الملفتة للإنتباه، في ظل كورونا ، هي إنخفاض حالات الطلاق بنسبه تصل إلي ١٣%.

بلغت حالات الطلاق العام الماضي ٢١٨ ألف حالة، أرجعها المختصون إلي أسباب منها سوء الإختيار، تدخل الأهل، الجفاف العاطفي، عدم الإنجاب، العنف والضعف.

ظاهرة غريبة أخري لفتت إنتباه البعض ، وهي رغم إنخفاض تكاليف إقامة حفلات الأفراح ، فان البعض إهتم إهتماما مبالغا بفستان الفرح.

إعتبروه الذكري الباقية للعروس مع التخلي عن حفل الزفاف.

لذلك غالوا في إختيار فستان الفرح ، وتعددت ألوانه ولم تعد قاصرة علي اللون الأبيض. وجدنا ألوانا أخري مثل الذهبي، الفضي، العاجي والبيج.

وأقمشة فخمة كالدانتيل، وزينت بتطريزات مبهرة، ناعمةوأنيقة، مرصعة بالأحجار الكريمة والكريستال
الشفاف وغيرها.. بالأضافة إلي السلاسل علي الصدر،والتنورة، سواء كانت قصيرة أو واسعة.

وما دمنا نتحدث عن الزواج، فلابد أن نتطرق إلي الحديث عن قانون الأحوال الشخصية، الذي يتطلع الجميع إليه، علي أمل ان يكون محققا للعدل لكافة الأطراف، الأم، الأب والأبناء. هذا القانون لابد أن يخضع لحوار مجتمعي عريض ،تشارك فية كافة الأطراف، ليخلصنا من مئات الآلاف من القضايا العالقة ، أمام المحاكم ومحاكم الأسرة.

هذا القانون المنتظر ،لابد أن يعالج الكثير من القضايا الشائكة المختلف عليها ومنها علي سبيل المثال:

_ الحبس للزوج والمأذون، في حالة الزواج من دون إخطار الزوجة الأخري.
_ قواعد الخطبة والمهر وما يترتب علي فسخها
_ تعديل ترتيب حضانه الأب في حالة الطلاق.
_ العقوبات علي من يمتنع علي تنفيذ حق الرؤية.
_ إختصاصات محاكم الأسرة.
_ قانون الخلع وحضانة الأطفال.
_ سن أنهاء الحضانه ونظامها.
_ مراجعة المواد التي يشوبها عدم الدستورية
_ الطلاق الشفهي.
_ الرؤية الألكترونية.
_ التكافؤ بين الزوجين، ومن له الحق في طلب التطليق من الأقارب.
_ ولاية الأب وأقاربه في مجال تعليم الأبناء.
_ الحبس لمن يزوج الاطفال.

هذه مجرد أمثلة، من القضايا بالغة الأهمية التي يجب أن تخضع لحوار مجتمعي، لنصل إلي الحل الأمثل.

والله الموفق