أعياد مصرية نحتفل بها في مواجهة الأخطار في منطقتنا

مقالات

استمع الي المقالة
0:00

أعياد مصرية نحتفل بها في مواجهة الأخطار في منطقتنا.

كتب : د. منى رجب

يواكب هذا العام مع عدة أعياد مهمة خاصة بالمرأة المصرية، وهي يوم المرأة العالمي الذي احتفلت به مصر بتشريف وحضور السيدة الفاضلة انتصار السيسي حرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي تشرفت بحضوره بدعوة كريمة منها، والذي أحرص على المشاركة فيه منذ ٥ سنوات، وهذا العام اتخذ عنوان «المرأة المصرية أيقونة النجاح»، وقامت السيدة انتصار السيسي بتكريم ١١ سيدة مصرية من مختلف المجالات، وتقديم استعراض فني عن قيمة الأم، ما يؤكد أن لدينا تيارًا نسائيًا كبيرًا، ويكبر كل يوم من نساء ناجحات في مختلف المجالات، والبقية تأتي إن شاء الله، وحضرت الاحتفالية وألقت كلمة عن برامج وجهود المجلس القومي للمرأة د. آمال عمار رئيسة المجلس، كما حضرت د. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، ثم احتفلنا بيوم المرأة المصرية في ١٩ مارس احتفالًا لتمجيد الدور السياسي لها، حيث شاركت الرجال في ثورة ١٩ مارس ١٩١٩، مطالبين بتحرير البلاد من الاحتلال البريطاني، وحرية الوطن، ثم كان لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع بعض من السيدات المصريات ووزيرات، وقام بتكريم المرأة المصرية والأم المثالية بحضور د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ود. رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ود. منال عوض ميخائيل وزيرة التنمية المحلية، ود. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، وأكد أن الدولة المصرية ستستمر في جهدها لإيجاد مسارات متعددة لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة المصرية، وأيضًا أكد حرصه الشديد على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة المصرية التي كانت الداعم الأساسي للوطن. وسنستمر في العمل على ضمان حصول المرأة المصرية على حقها في المواقع القيادية والوظائف العليا في القطاعين الحكومي والخاص، كما حيا سيدات وأمهات فلسطين الصامدات القويات في الدفاع عن أرضهن وأهلهن، وفي تقديري أن هذه الجهود والقرارات للمرأة المصرية ستسفر عن ثمار مهمة لتحسين أوضاع المرأة قريبًا.

أما في شهر أبريل ففيه أعياد لها اعتزاز وفرحة وبهجة لدى المصريين جميعًا، مسلمين ومسيحيين.. ففي يوم ٢١ أبريل سيكون احتفالنا بشم النسيم الذي بدأ في زمن الفراعنة، ويأتي قبله بيوم عيد القيامة المجيد، وكان يطلق على عيد شم النسيم اسم «شمو»، فكانت عادات الأجداد الفراعنة هي نفس عادات الأحفاد الآن، ويشارك فيه كل المصريين بكل فئاتهم وأعمارهم، حيث يخرج الأهالي إلى المتنزهات على ضفاف النيل والحدائق العامة وسط الشمس والأشجار والهواء الطلق بسلة الطعام التي تحتوي على أنواع معينة من المأكولات، هي الأسماك المملحة والبيض والخس والملانة والبصل الأخضر، ويبتهجون بفصل الربيع الذي يتزامن مع عيد القيامة المجيد الذي يحتفل به المسيحيون في كل أنحاء البلاد، وتحتفل به الكنيسة بعد نهاية الصوم الكبير الذي يستمر ٥٥ يومًا من الانقطاع عن الطعام الحيواني.

ثم هناك احتفال تاريخي آخر نعتز به لأنه بعودة آخر شبر من أرض سيناء العزيزة، وكان هناك موعد قد تحدد في معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، حيث إنها تتضمن نصًا ينص على سحب إسرائيل لكامل قواتها من شبه جزيرة سيناء في موعد غايته ٢٥ أبريل ١٩٨٢، إلا أن إسرائيل أثارت أزمة منذ ديسمبر ١٩٨١ في محاولة لضم مدينة طابا إلى إقليمها، وإزاء إصرارها على موقفها تم البحث عن حل مقبول، وفي إطار حرص القيادة المصرية على إتمام الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقعت الدولتان اتفاقًا في ٢٥ أبريل ١٩٨٢ استهدف تسوية النزاعات الدولية عن طريق المفاوضة أو التحكيم أو التوافق، وقدم الفريق المصري الأسانيد والوثائق التاريخية وأعلن في المقر الرسمي لحكومة جنيف عن عودة طابا إلى حضن الوطن المصري، وفي ٢٦ مايو تم رفع العلم المصري على مدينة العريش، أما في يوم ٢٥ أبريل ١٩٨٢ فتم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام ١٥ عامًا، وإعلان هذا اليوم عيدًا قوميًا بعد استعادة شبه جزيرة سيناء كاملة من المحتل الإسرائيلي، وكان هذا هو المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.

وهذا العيد في ٢٥ أبريل هو عيد قومي للمصريين جميعًا.. ومن هنا فإن مشاركة عنصري الأمة في أعياد الكرامة ما هي إلا وجه لتوحد أبدّي لعنصري الأمة التي لا يقوى أحد على إضعافها، وأن هذا التوحد معًا في الأعياد هو ذاته التوحد في أوقات الخطر، والمطلوب الآن في مواجهة محاولات الضغط على مصر وعلى الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقف شجاعًا وقويًا ووراءه شعب يرفض أي مساس بشبر من أرض مصر، فقد أكد السيسي منذ بدء الحرب الإسرائيلية الشرسة على الشعب الفلسطيني في أكتوبر ٢٠٢٣، وعاد ليؤكد مؤخرًا للعالم أنه لا لتهجير الشعب الفلسطيني إلى شبه جزيرة سيناء.

كما أكد الرئيس السيسي رفضه تصفية القضية الفلسطينية، وطالب العالم باتخاذ مواقف ضد احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية ووقف طرد الفلسطينيين من أرضهم والعودة لمباحثات أوسلو، وأنه لا حل سوى حل الدولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، وهو يواصل جهوده المتواصلة مع قادة العالم والمنظمات الدولية وقادة العرب، لاسترداد حقوق الفلسطينيين وعودتهم إلى ديارهم، إلا أن الموقف لا يزال شائكًا بسبب التحالف بين ترامب ونتنياهو، لتحقيق أطماع إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية وفي شق ممر فيلادلفيا.

ومع تصاعد الأحداث يظل الموقف المصري ثابتًا وحازمًا، والتعاون بين مصر والسعودية والإمارات مستمر الآن لإعمار غزه، ولا تزال جهود الرئيس السيسي مستمرة لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وبالمفاوضات وإحلال السلام في المنطقة.

وهكذا نأمل أن يطل علينا شهر أبريل الحالي بأعياد تبعث البهجة والفرحة للمصريين جميعًا وهي أعياد شم النسيم وعيد القيامة المجيد ويوم تحرير سيناء، وأن نتمكن من حل مشكلتنا الاقتصادية ويتوقف غلاء الأسعار وأن نكون صفًا واحدًا جميعنا، كل المخلصين للوطن، والتصدي مع جيشنا الباسل لكل الأخطار والقوى التي تستهدف إضعاف الوطن من أجل الحفاظ على أمان واستقرار وسلام مصر.