أعراض الجلطة الرئوية: علامات تحذيرية قد تنقذ حياتك
تُعد الجلطة الرئوية (Pulmonary Embolism) واحدة من الحالات الطبية الطارئة التي تستوجب التدخل السريع، وهي تحدث نتيجة انسداد مفاجئ في أحد الشرايين الرئوية، وغالباً ما يكون السبب هو جلطة دموية انتقلت من أوردة الساق (ما يُعرف بجلطة الأوردة العميقة DVT) لتستقر في الرئة. نظراً لخطورة هذه الحالة وتأثيرها المباشر على مستويات الأكسجين وعضلة القلب، فإن التعرف على أعراضها المبكرة هو الخط الفاصل بين الحياة والموت.
إليك استعراض شامل للأعراض الأكثر شيوعاً والتحذيرات الهامة المرتبطة بالجلطة الرئوية:
1. ضيق التنفس المفاجئ (العرض الأكثر شيوعاً)
يعتبر ضيق التنفس هو العلامة الأبرز والأكثر تكراراً. يصف المرضى هذا الشعور بأنه “جوع للأكسجين”، حيث يظهر فجأة وبدون سابق إنذار، ويزداد سوءاً بشكل ملحوظ مع بذل أي مجهود بدني بسيط، وقد يستمر حتى أثناء الراحة.
2. ألم الصدر الحاد
يتميز ألم الصدر المرتبط بالجلطة الرئوية بكونه “ألم طعني” يزداد حدة عند أخذ نفس عميق (ألم جنفي). قد يشعر المريض بالألم أيضاً عند السعال، أو الانحناء، أو القيام بحركات مفاجئة. وغالباً ما يثير هذا الألم القلق لأنه يتشابه مع أعراض النوبة القلبية.
3. السعال المصحوب بالدم
قد يعاني المصاب من سعال مستمر، وفي حالات معينة يخرج مع السعال بلغم مدمم (بصق الدم). هذه العلامة تدل عادة على تأثر أنسجة الرئة بالانسداد، وتتطلب فحصاً طبياً فورياً.
4. أعراض مرتبطة بالدورة الدموية والقلب
بسبب نقص الأكسجين والضغط على القلب، قد تظهر الأعراض التالية:
تسارع ضربات القلب: يشعر المريض بخفقان شديد وسرعة غير مبررة في نبضات القلب.
الدوار أو الإغماء: نتيجة انخفاض ضغط الدم المفاجئ ونقص وصول الأكسجين إلى الدماغ.
التعرق المفرط: تعرق بارد وشحوب في الجلد.
زرقة الجلد (Cyanosis): تظهر في الشفاه أو أطراف الأصابع نتيجة نقص الأكسجين الحاد.
5. علامات “جلطة الساق” المرتبطة
بما أن معظم جلطات الرئة تبدأ من الساق، فمن الضروري مراقبة أعراض الساق مثل:
تورم مفاجئ في ساق واحدة فقط.
ألم أو تشنج في ربلة الساق (السمانة) يزداد عند المشي.
احمرار أو دفء في منطقة معينة من الساق.
متى يجب عليك طلب الطوارئ؟
الجلطة الرئوية قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم إذابتها بسرعة. يجب التوجه فوراً إلى المستشفى إذا شعرت بـ ضيق تنفس مفاجئ مصحوب بـ ألم في الصدر أو إذا سعلت دماً.
خاتمة: الوعي بأعراض الجلطة الرئوية هو أول خطوات الوقاية من مضاعفاتها. إذا كنت من الفئات الأكثر عرضة للخطر (مثل من خضعوا لجراحات حديثة، أو المدخنين، أو من يعانون من السمنة، أو المسافرين لمسافات طويلة دون حركة)، فعليك الانتباه جيداً لأي تغير طارئ في تنفسك أو نبضك.
