أعراض التهاب الكبد وسبل الوقاية للحفاظ على صحة الكبد

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

التهاب الكبد: فهم الأعراض وسبل الوقاية للحفاظ على صحة الكبد

يُعد الكبد من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث يلعب دورًا محوريًا في عمليات التمثيل الغذائي، إزالة السموم، وإنتاج البروتينات اللازمة لوظائف الجسم المختلفة. عندما يصاب الكبد بالالتهاب، وهي حالة تُعرف بـ “التهاب الكبد” (Hepatitis)، تتأثر قدرته على أداء وظائفه الحيوية، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكرًا.

ما هو التهاب الكبد؟

التهاب الكبد هو التهاب في الكبد يمكن أن يكون سببه عدوى فيروسية (الأكثر شيوعًا)، أو أمراض المناعة الذاتية، أو تعاطي الكحول، أو استخدام بعض الأدوية، أو التعرض لسموم معينة. الأنواع الفيروسية الأكثر شيوعًا هي التهاب الكبد A، B، C، D، و E، ولكل منها خصائصه وطرق انتقاله.

أعراض التهاب الكبد

تختلف أعراض التهاب الكبد باختلاف النوع وشدة الالتهاب، وقد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، خاصة في التهاب الكبد C المزمن. ومع ذلك، تشمل الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود التهاب في الكبد ما يلي:

أعراض عامة (قد تظهر في التهاب الكبد الحاد والمزمن):

الإرهاق والتعب الشديد: شعور مستمر بالإعياء وعدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية.

الغثيان والقيء: خاصة بعد تناول الطعام.

فقدان الشهية: عدم الرغبة في تناول الطعام مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن.

الحمى الخفيفة: ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.

آلام في المفاصل والعضلات: تشبه أعراض الإنفلونزا.

ألم أو انزعاج في الجزء العلوي الأيمن من البطن: حيث يقع الكبد.

أعراض مميزة (غالبًا ما تشير إلى تفاقم الحالة أو مرحلة متقدمة):

اليرقان (Jaundice): اصفرار الجلد وبياض العينين نتيجة لتراكم البيليروبين في الدم. هذه من أبرز علامات مشاكل الكبد.

البول الداكن: يصبح لون البول أغمق من المعتاد، غالبًا بلون الشاي أو الكولا.

البراز الفاتح اللون: قد يصبح لون البراز شاحبًا أو رماديًا بسبب عدم وصول الصفراء إلى الأمعاء.

حكة في الجلد: قد تكون شديدة ومزعجة.

تضخم الكبد والطحال: يمكن للطبيب أن يشعر بهما أثناء الفحص.

سهولة النزيف أو الكدمات: نتيجة لتأثر قدرة الكبد على إنتاج عوامل التخثر.

تورم الساقين والكاحلين (الوذمة): في الحالات المتقدمة من تليف الكبد.

الاستسقاء (Ascites): تراكم السوائل في تجويف البطن.

ملاحظة هامة: إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض، وخاصة اليرقان أو تغير لون البول/البراز، فمن الضروري استشارة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة والتشخيص الدقيق.

طرق الوقاية من التهاب الكبد

تعتمد طرق الوقاية على نوع التهاب الكبد، ولكن هناك مبادئ عامة يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة:

1. الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي A و E (المنقولان عن طريق الغذاء والماء الملوث):

النظافة الشخصية الجيدة: غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل إعداد الطعام أو تناوله.

سلامة الغذاء والماء:

شرب المياه المعبأة أو المغلية في المناطق التي لا تتوفر فيها مياه شرب آمنة.

غسل الفواكه والخضروات جيدًا قبل الأكل.

طهي الطعام جيدًا، خاصة المحار والمأكولات البحرية.

تجنب تناول الطعام من مصادر غير موثوقة أو غير صحية.

التطعيم: يوجد لقاح فعال للوقاية من التهاب الكبد A، وينصح به للمسافرين إلى مناطق موبوءة، الأطفال، وبعض الفئات المعرضة للخطر.

2. الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي B و C و D (المنقولة عن طريق الدم وسوائل الجسم):

التطعيم ضد التهاب الكبد B: يعتبر اللقاح ضد التهاب الكبد B فعالاً للغاية، وينصح به لجميع الأطفال حديثي الولادة، وجميع البالغين الذين ليس لديهم مناعة، والعاملين في المجال الصحي، والمتعاطين للمخدرات بالحقن، والأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيين مصابين، ومرضى غسيل الكلى. (لا يوجد لقاح حالياً لالتهاب الكبد C أو D، والوقاية من D تعتمد على الوقاية من B).

تجنب تبادل الإبر ومعدات الحقن: بما في ذلك إبر المخدرات، ومعدات الوشم، وثقب الجسم غير المعقمة.

التعقيم الجيد للأدوات الطبية: التأكد من استخدام إبر ومعدات معقمة في المستشفيات والعيادات.

ممارسات الجنس الآمن: استخدام الواقي الذكري يقلل من خطر انتقال العدوى.

عدم مشاركة الأدوات الشخصية: مثل شفرات الحلاقة، فرش الأسنان، مقصات الأظافر، حيث يمكن أن تحمل كميات صغيرة من الدم.

فحص الدم قبل نقل الدم: يتم فحص الدم المتبرع به للكشف عن فيروسات التهاب الكبد B و C.

3. الوقاية من التهاب الكبد غير الفيروسي (الكحولي، السموم، المناعي):

الامتناع عن الكحول أو تقليل استهلاكه: الكحول هو أحد الأسباب الرئيسية لتلف الكبد والتهابه.

الاستخدام الآمن للأدوية: تناول الأدوية بجرعاتها الموصى بها وعدم الإفراط فيها، والتشاور مع الطبيب أو الصيدلي حول الآثار الجانبية المحتملة على الكبد.

تجنب التعرض للسموم الكيميائية: في مكان العمل أو المنزل.

إدارة أمراض المناعة الذاتية: للأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، يجب متابعة العلاج مع الطبيب المختص لتقليل تأثيرها على الكبد.

الحفاظ على وزن صحي: السمنة قد تؤدي إلى الكبد الدهني غير الكحولي، والذي يمكن أن يتطور إلى التهاب الكبد وتليف الكبد.

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

الخلاصة

التهاب الكبد مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات وخيمة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. لذا، فإن الوعي بأعراضه وطرق الوقاية منه أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الكبد ودرء المخاطر المحتملة. الفحص الدوري، التوعية المستمرة، وتطبيق الممارسات الصحية السليمة هي الخطوات الأساسية نحو مجتمع يتمتع بصحة كبد جيدة.