معجون الأسنان على الحروق: خرافة شائعة ومخاطر حقيقية
تنتشر بين الناس عادة قديمة وخطيرة تتمثل في استخدام معجون الأسنان كعلاج فوري للحروق. يعتقد البعض أن برودة معجون الأسنان يمكن أن تخفف الألم وتهدئ الحرق، لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن هذه الممارسة لا تقتصر على كونها غير فعالة فحسب، بل يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة وتفاقم الإصابة.
1. منع تبريد الحرق: أهم خطوة في الإسعافات الأولية لأي حرق هي تبريد المنطقة فورًا بالماء البارد الجاري. هذا يساعد على تقليل درجة حرارة الجلد، ويخفف الألم، ويقلل من الضرر اللاحق للأنسجة. عندما يتم وضع معجون الأسنان، فإنه يشكل طبقة عازلة على الجلد تمنع الحرارة من الخروج، مما يؤدي إلى استمرار الحرق وتلف الطبقات الأعمق من الجلد.
2. زيادة خطر العدوى: معجون الأسنان ليس مادة معقمة. على العكس، يحتوي على مواد كيميائية، منكهات، وأصباغ غير مخصصة للاستخدام على الجروح المفتوحة أو الجلد المتضرر. يمكن لهذه المكونات أن تسبب تهيجًا إضافيًا وتزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية. الحرق يعتبر جرحًا مفتوحًا، وتطبيق أي مادة غير معقمة عليه يعرضه للالتهاب والعدوى.
3. تفاقم الضرر والألم: تحتوي بعض أنواع معجون الأسنان على مواد كيميائية قاسية، مثل كربونات الكالسيوم أو بعض الكحوليات، التي قد تسبب حروقًا كيميائية إضافية على الجلد المتضرر. هذا لا يزيد من الألم فقط، بل يمكن أن يؤدي إلى تندب دائم للجلد وتأخير عملية الشفاء. كما أن إزالة معجون الأسنان بعد أن يجف يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية ويسبب تمزقًا في الجلد المصاب.
4. التأخير في طلب المساعدة الطبية الصحيحة: الاعتماد على معجون الأسنان كعلاج يعطي إحساسًا زائفًا بالأمان، مما يؤخر طلب العناية الطبية الصحيحة، خاصة في حالات الحروق الأكثر خطورة. الوقت هو عامل حاسم في علاج الحروق، وتأخير العلاج المناسب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
البديل الصحيح والآمن: إذا تعرضت لحرق، اتبع الخطوات الصحيحة للإسعافات الأولية:
تبريد الحرق فورًا بالماء البارد الجاري لمدة 10-20 دقيقة.
تغطية الحرق بضمادة معقمة غير لاصقة أو قطعة قماش نظيفة.
تجنب وضع أي مواد غير مخصصة للحروق.
اطلب المساعدة الطبية إذا كان الحرق عميقًا أو واسعًا.
في الختام، معجون الأسنان هو للاستخدام على الأسنان فقط، وليس على الجلد المحترق. تجاهل هذه الخرافة يمكن أن يحميك من الألم الإضافي والمضاعفات الخطيرة.














