أضرار الكرياتين على المراهقين..لماذا يجب الحذر؟

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أضرار الكرياتين على المراهقين: لماذا يجب الحذر؟

في عالم اللياقة البدنية وكمال الأجسام، أصبح الكرياتين مكملاً غذائياً شائعاً للغاية، يُعرف بقدرته على تعزيز الأداء الرياضي وزيادة الكتلة العضلية. ومع تزايد شعبية هذا المكمل، يتزايد أيضاً اهتمام المراهقين به، مدفوعين بالرغبة في تحقيق نتائج سريعة ومنافسة أقرانهم. ومع ذلك، فإن تناول الكرياتين للمراهقين يثير العديد من التساؤلات والمخاوف حول سلامته وآثاره الجانبية المحتملة، والتي قد تكون أكثر خطورة في هذه الفئة العمرية الحساسة.

ما هو الكرياتين ولماذا يستخدمه المراهقون؟

الكرياتين هو مركب طبيعي موجود في الجسم، ينتج من الأحماض الأمينية ويلعب دوراً حاسماً في إنتاج الطاقة للعضلات، خاصة أثناء الأنشطة عالية الشدة وقصيرة المدى مثل رفع الأثقال أو الركض السريع. كمكمل غذائي، يهدف الكرياتين إلى زيادة مخزون الفوسفوكرياتين في العضلات، مما يوفر طاقة إضافية ويسمح بزيادة القدرة على التحمل والقوة أثناء التمارين. ينجذب المراهقون إلى الكرياتين لاعتقادهم بأنه سيساعدهم على:

زيادة القوة والكتلة العضلية بسرعة.

تحسين الأداء الرياضي في الألعاب التي تتطلب دفعات قصيرة من الطاقة.

التعافي بشكل أسرع بعد التمارين.

أضرار الكرياتين على المراهقين: الجسم النامي في خطر

على الرغم من أن الكرياتين يعتبر آمناً نسبياً للبالغين الأصحاء عند تناوله بالجرعات الموصى بها، إلا أن الأمر يختلف تماماً بالنسبة للمراهقين الذين لا تزال أجسامهم في طور النمو والتطور. لا توجد دراسات كافية وطويلة المدى لتقييم سلامة استخدام الكرياتين على المدى الطويل في هذه الفئة العمرية، مما يجعل تناوله محفوفاً بالمخاطر المحتملة:

مشاكل الكلى والكبد: يُعتقد أن الكرياتين يزيد من العبء على الكلى والكبد، وهما عضوان حيويان مسؤولان عن تصفية الفضلات من الجسم. في المراهقين، قد تكون هذه الأعضاء أقل تطوراً وقدرة على التعامل مع هذا العبء الإضافي، مما قد يؤدي إلى تلف أو اختلال وظيفي على المدى الطويل.

الجفاف وتشنجات العضلات: يعمل الكرياتين على سحب الماء إلى خلايا العضلات، مما قد يؤدي إلى زيادة خطر الجفاف، خاصة إذا لم يتم تناول كميات كافية من السوائل. الجفاف بدوره يزيد من خطر الإصابة بتشنجات العضلات، الإجهاد الحراري، وحتى ضربة الشمس، وهي حالات خطيرة يمكن أن تؤثر على صحة المراهق وأدائه الرياضي.

مشاكل الجهاز الهضمي: يعاني بعض المستخدمين من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل آلام المعدة، الغثيان، الإسهال، أو الإمساك عند تناول الكرياتين، وقد تكون هذه الأعراض أكثر شيوعاً أو شدة لدى المراهقين.

التأثير على النمو والتطور: بما أن أجسام المراهقين لا تزال في مرحلة حساسة من النمو، فإن إدخال مكملات قد تؤثر على التوازن الهرموني أو الوظائف الفسيولوجية قد يحمل عواقب غير متوقعة على المدى الطويل. هناك قلق من أن الاستخدام المبكر للكرياتين قد يؤثر على نمو العظام أو التطور الطبيعي للجسم.

المخاوف النفسية والسلوكية: قد يؤدي التركيز المفرط على المكملات الغذائية وتحقيق مكاسب عضلية سريعة إلى تطور اضطرابات في صورة الجسم، أو الضغط النفسي، أو حتى اللجوء إلى استخدام مواد أكثر خطورة في محاولة لتحسين الأداء.

نقص الإشراف الطبي: غالباً ما يتناول المراهقون الكرياتين دون استشارة طبيب أو اختصاصي تغذية، مما يزيد من خطر الجرعات الخاطئة أو الاستخدام غير المناسب الذي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية.

بدائل صحية لتعزيز الأداء للمراهقين

بدلاً من اللجوء إلى المكملات التي لم يثبت أمانها على المدى الطويل للمراهقين، هناك طرق صحية وأكثر أماناً لتعزيز الأداء الرياضي وبناء العضلات في هذه المرحلة العمرية:

التغذية السليمة والمتوازنة: التأكد من تناول نظام غذائي غني بالبروتين الكافي لبناء العضلات، والكربوهيدرات المعقدة للطاقة، والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية من الفواكه والخضروات.

الترطيب الكافي: شرب كميات وفيرة من الماء على مدار اليوم، خاصة قبل وأثناء وبعد ممارسة النشاط البدني، يعتبر حاسماً للحفاظ على وظائف الجسم المثلى ومنع الجفاف.

الراحة والنوم الكافي: النوم الجيد ضروري لتعافي العضلات وإصلاح الأنسجة، بالإضافة إلى دوره في تنظيم الهرمونات اللازمة للنمو.

التدريب الموجه والآمن: ممارسة التمارين الرياضية تحت إشراف مدربين مؤهلين يمكن أن يضمن تقنيات آمنة وفعالة، ويقلل من خطر الإصابات.

نصيحة أخيرة

بينما قد يوفر الكرياتين فوائد معينة للبالغين الرياضيين، فإن أضرار الكرياتين  المحتملة لتناوله من قبل المراهقين تفوق الفوائد المزعومة بكثير. إن الجسم النامي للمراهق يحتاج إلى التغذية السليمة، والتدريب المنتظم، والراحة الكافية لتحقيق النمو الأمثل والأداء الرياضي. بدلاً من الاعتماد على المكملات، يجب على المراهقين التركيز على هذه الأساسيات الصحية. استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية الرياضية هي الخطوة الأولى والأهم قبل التفكير في أي مكمل غذائي، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة. صحتكم هي الأولوية دائمًا.