أضرار الإفراط في تناول الحديد..ما قد لا تعرفه عن هذا المعدن الحيوي

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

أضرار الإفراط في تناول الحديد: ما قد لا تعرفه عن هذا المعدن الحيوي

يُعتبر الحديد معدنًا حيويًا لا غنى عنه لصحة الإنسان. فهو يلعب دورًا محوريًا في تكوين الهيموجلوبين، البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء والذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. كما يشارك في العديد من العمليات الحيوية الأخرى، مثل إنتاج الطاقة ووظائف الجهاز المناعي. ومع ذلك، وكما هو الحال مع العديد من العناصر الغذائية، فإن ما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده. فالإفراط في تناول الحديد، سواء عن طريق المكملات الغذائية أو في بعض الحالات عن طريق النظام الغذائي، يمكن أن يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة.

تراكم الحديد في الجسم: مخاطر خفية

عندما يستهلك الجسم كميات زائدة من الحديد، لا يستطيع التخلص منها بسهولة. فخلافًا للعديد من الفيتامينات والمعادن التي تفرز في البول عند زيادتها، يميل الحديد إلى التراكم في الأعضاء الحيوية. هذا التراكم المفرط، المعروف باسم فرط حمل الحديد (Hemochromatosis)، يمكن أن يؤدي إلى تلف تدريجي لهذه الأعضاء. من أبرز الأعضاء التي تتأثر بذلك: الكبد، القلب، البنكرياس، المفاصل، والغدد الصماء.

الأمراض المرتبطة بفرط حمل الحديد

يُعدّ تلف الكبد من أخطر مضاعفات فرط حمل الحديد. فمع تراكم الحديد، يمكن أن يصاب الكبد بالتهاب وتليف، مما قد يؤدي في النهاية إلى تليف الكبد وسرطان الكبد والفشل الكبدي. أما بالنسبة للقلب، فإن تراكم الحديد يمكن أن يسبب اعتلال عضلة القلب (cardiomyopathy)، مما يضعف قدرة القلب على ضخ الدم بفعالية، ويزيد من خطر الإصابة بفشل القلب واضطرابات نظم القلب.

لا يقتصر الضرر على ذلك؛ فالحديد الزائد يمكن أن يؤثر على البنكرياس، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري نتيجة لتلف الخلايا المنتجة للأنسولين. كما يمكن أن يتراكم في المفاصل، مسببًا التهاب المفاصل (arthritis) وآلامًا مزمنة. وعلى صعيد الغدد الصماء، يمكن أن يؤثر على الغدة النخامية والغدد التناسلية، مما يؤدي إلى اختلالات هرمونية ومشاكل في الخصوبة.

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

الأشخاص الذين يتناولون مكملات الحديد دون حاجة حقيقية هم الأكثر عرضة للإفراط في تناول الحديد. كما أن بعض الحالات الوراثية، مثل الداء الصبغي الوراثي (Hereditary Hemochromatosis)، تجعل الجسم يمتص كميات كبيرة من الحديد من الطعام، مما يؤدي إلى تراكمه بمرور الوقت. يجب على هؤلاء الأشخاص مراقبة مستويات الحديد لديهم عن كثب واتباع تعليمات الطبيب بدقة.

الوقاية والعلاج

لتجنب أضرار الإفراط في تناول الحديد، من الضروري عدم تناول مكملات الحديد إلا بناءً على توصية الطبيب وبعد إجراء الفحوصات اللازمة التي تؤكد وجود نقص في الحديد. إذا تم تشخيص فرط حمل الحديد، فإن العلاج الأكثر شيوعًا هو الفصادة (phlebotomy)، وهو إجراء يتم فيه سحب كمية معينة من الدم بانتظام لخفض مستويات الحديد في الجسم.

في الختام، على الرغم من أهمية الحديد للصحة، فإن الإفراط في تناوله يحمل مخاطر جسيمة قد لا تكون واضحة على الفور. لذا، من الضروري التعامل معه بحذر والوعي بأهمية التوازن في كل ما يخص صحتنا.