يظل الذهب، أو ما يُعرف بالمعدن الأصفر، هو الملاذ الآمن الأول للمستثمرين في جميع أنحاء العالم، خاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو التوترات الجيوسياسية. إن تتبع أسعار الذهب اليوم ومؤشراته يتطلب فهماً عميقاً للعوامل المعقدة التي تشكل قيمته، حيث تتأرجح الأسعار يوميًا متأثرة بقرارات البنوك المركزية وأداء العملات الرئيسية.
1. العلاقة العكسية بين الذهب والدولار
تُعد العلاقة بين سعر الذهب وقيمة الدولار الأمريكي علاقة عكسية تقليدية. نظراً لأن الذهب يُسعَّر عالمياً بالدولار، فإن:
ارتفاع الدولار:
يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب عليه وبالتالي يضغط على أسعاره للانخفاض.
تراجع الدولار:
يجعل الذهب أرخص، مما يزيد الطلب عليه ويدفع أسعاره للارتفاع.
لذا، فإن أي بيانات اقتصادية قوية تصدر عن الولايات المتحدة، مثل ارتفاع الوظائف أو معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي، تدعم قوة الدولار، ما ينعكس سلبًا على سعر الذهب.
2. دور أسعار الفائدة والتضخم
تلعب السياسات النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) دوراً محورياً في تحديد جاذبية الذهب كأصل استثماري.
رفع أسعار الفائدة: يجعل الاحتفاظ بالسندات والودائع المصرفية أكثر ربحية، مما يقلل الاهتمام بالذهب (الذي لا يدر عائداً دورياً)، وبالتالي تنخفض أسعاره.
التضخم (Inflation):
يُنظر إلى الذهب تقليديًا على أنه أداة تحوط ممتازة ضد التضخم. ففي أوقات ارتفاع الأسعار وتآكل القوة الشرائية للنقود، يميل المستثمرون إلى شراء الذهب للحفاظ على قيمة مدخراتهم، مما يدفع أسعاره للصعود.
3. أسعار الذهب في السوق المحلي (عيار 21 وعيار 24)
في الأسواق المحلية، مثل السوق المصري، لا يتأثر سعر الذهب بالعوامل العالمية فقط، بل يتأثر أيضًا بسعر الصرف المحلي مقابل الدولار، وعوامل العرض والطلب الداخلية.
عيار 21:
يظل عيار 21 هو الأكثر تداولاً وشعبية في معظم الأسواق العربية، ويعتبر المؤشر الرئيسي لتسعير المشغولات الذهبية.
المصنعية:
عند الشراء، يجب الانتباه إلى إضافة “المصنعية”، وهي التكلفة المضافة للتشكيل والتصميم، وتختلف قيمتها من تاجر لآخر.
