أسباب وعلاجات خراج الأسنان وطرق الوقاية منه..وداعًا لألم الأسنان

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

وداعًا لألم الأسنان: أسباب وعلاجات خراج الأسنان وطرق الوقاية منه

 

يُعد ألم الأسنان من أشد أنواع الألم التي قد يُعاني منها الإنسان، وعندما يكون السبب خراج الأسنان (Dental Abscess)، فإن الألم يكون شديدًا وغالبًا ما يكون مصحوبًا بتورم وانتفاخ. خراج الأسنان هو عدوى بكتيرية خطيرة تُسبب تجمعًا للقيح (الصديد) داخل السن، أو في اللثة، أو في العظم المحيط بالسن. إذا تُرك دون علاج، يُمكن أن يُسبب مضاعفات خطيرة تتجاوز الفم لتُؤثر على الصحة العامة. لذا، فإن فهم أسبابه، طرق علاجه، وكيفية الوقاية منه يُعد أمرًا حيويًا للحفاظ على صحة فمك وجسمك.


 

ما هو خراج الأسنان؟ وأنواعه الرئيسية

 

خراج الأسنان هو جيب صديدي يتكون نتيجة لعدوى بكتيرية. هناك نوعان رئيسيان من خراج الأسنان، يختلفان في مكان نشأتهما:

  1. الخراج السني القمي (Periapical Abscess): وهو الأكثر شيوعًا. ينشأ هذا النوع من الخراج في طرف جذر السن، نتيجة لعدوى تُصيب عصب السن (اللب) وتمتد إلى العظم المحيط. غالبًا ما يحدث هذا بسبب تسوس عميق لم يُعالج، أو كسر في السن، أو حشوة قديمة سمحت للبكتيريا بالوصول إلى لب السن.
  2. الخراج اللثوي/الخراج حول التاجي (Periodontal Abscess/Pericoronal Abscess): ينشأ هذا النوع في اللثة أو في الجيوب اللثوية المحيطة بالسن. يحدث غالبًا بسبب أمراض اللثة المتقدمة (التهاب دواعم السن)، أو تراكم الطعام واللويحات (البلاك) تحت خط اللثة. الخراج حول التاجي هو نوع من الخراج اللثوي يحدث حول سن غير بزوغ بالكامل، مثل ضرس العقل المدفون جزئيًا.

 

أسباب خراج الأسنان: بكتيريا طريقها مفتوح

 

السبب الرئيسي لجميع أنواع خراج الأسنان هو العدوى البكتيرية. تُصبح البيئة داخل الفم مكانًا مثاليًا لنمو البكتيريا عندما تُتاح لها الفرصة للدخول إلى الأنسجة الداخلية للسن أو اللثة. الأسباب الشائعة التي تُؤدي إلى ذلك تشمل:

  • التسوس العميق وغير المعالج: عندما يُترك التسوس دون علاج، تُخترق البكتيريا طبقة المينا ثم العاج، لتصل في النهاية إلى لب السن (العصب)، حيث تُسبب العدوى والالتهاب ثم الخراج.
  • الكسور أو الشقوق في الأسنان: يُمكن أن تُوفر الشقوق والكسور مسارات للبكتيريا للدخول إلى لب السن، حتى لو كان التسوس غير موجود.
  • أمراض اللثة المتقدمة (التهاب دواعم السن): تُؤدي أمراض اللثة إلى تراجع اللثة وتكوين “جيوب” بين الأسنان واللثة. هذه الجيوب تُصبح مكانًا لتجمع بقايا الطعام والبكتيريا، مما يُسبب الالتهاب والعدوى ثم الخراج.
  • إصابات الأسنان السابقة: قد تُسبب الصدمات أو الإصابات للأسنان تلفًا في اللب حتى لو لم تظهر أعراض فورية، مما يُمهد لتكون الخراج لاحقًا.
  • العمليات السنية غير المكتملة أو المعيبة: مثل الحشوات غير الجيدة أو علاج الجذور الفاشل، والتي تُمكن البكتيريا من التغلغل.
  • ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي (بسبب أمراض معينة أو أدوية) يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وتكون الخراجات.

 

أعراض خراج الأسنان: لا تتجاهل الإشارات التحذيرية

 

أعراض خراج الأسنان واضحة ومؤلمة وتتطلب اهتمامًا فوريًا:

  1. ألم أسنان شديد ومستمر: غالبًا ما يكون ألمًا نابضًا، وقد ينتشر إلى الأذن، الفك، أو الرقبة. يزداد الألم سوءًا عند المضغ أو عند تطبيق الضغط على السن، وقد يُصبح لا يُطاق عند الاستلقاء.
  2. حساسية للحرارة والبرودة: السن المصاب يُصبح حساسًا بشكل مفرط للمشروبات والأطعمة الساخنة أو الباردة.
  3. انتفاخ أو تورم في اللثة أو الوجه: قد يظهر تورم ملحوظ في اللثة المحيطة بالسن المصاب، أو في جانب الوجه، مما قد يُؤثر على العين أو الأنف.
  4. نتوء أو بثور على اللثة: قد تُلاحظ “حبة” أو بثور صغيرة على اللثة بالقرب من السن المصاب. قد تُشير هذه البثور إلى وجود قناة تُصرف القيح.
  5. حمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم يُشير إلى وجود عدوى نشطة.
  6. تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الفك.
  7. رائحة فم كريهة أو طعم مر في الفم: نتيجة للصديد المتسرب.
  8. صعوبة في المضغ أو البلع.

 

علاجات خراج الأسنان: التدخل السريع ينقذ الموقف

 

علاج خراج الأسنان يجب أن يتم بواسطة طبيب الأسنان فورًا. الهدف الأساسي هو القضاء على العدوى والتخلص من القيح. تشمل العلاجات الرئيسية:

  1. تصريف الخراج (Drainage): هذه هي الخطوة الأولى والأكثر أهمية لتخفيف الألم. يقوم الطبيب بعمل شق صغير في الخراج لتصريف القيح. في بعض الحالات، قد يتم إدخال أنبوب صغير (درنقة) للمساعدة في استمرار التصريف.
  2. المضادات الحيوية: تُوصف المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا المسببة للعدوى. من المهم جدًا إكمال الجرعة الكاملة من المضاد الحيوي حتى لو شعرت بتحسن.
  3. علاج قناة الجذر (Root Canal Treatment): إذا كان الخراج سنيًا (ناشئًا من عصب السن)، فإن علاج قناة الجذر هو العلاج الأساسي. يقوم الطبيب بإزالة اللب المصاب أو الميت من داخل السن، وتنظيف القنوات، ثم حشوها وإغلاقها لمنع تكرار العدوى.
  4. خلع السن (Tooth Extraction): في بعض الحالات التي يكون فيها السن تالفًا جدًا ولا يمكن إنقاذه بعلاج قناة الجذر، قد يكون خلع السن هو الحل الوحيد للقضاء على العدوى.
  5. جراحة اللثة: في حالة الخراج اللثوي المتقدم، قد تكون هناك حاجة لإجراء جراحة لتنظيف الجيوب اللثوية وإزالة أي نسيج تالف.

ملاحظة هامة: غسل الفم بالماء الدافئ والملح يُمكن أن يُوفر راحة مؤقتة للألم ويُساعد على سحب القيح، لكنه ليس علاجًا ويجب عدم الاعتماد عليه بدلاً من زيارة الطبيب.


 

طرق الوقاية من تكرار خراج الأسنان: المفتاح في العناية المستمرة

 

الوقاية من خراج الأسنان وأي أمراض فموية أخرى تكمن في الحفاظ على نظافة الفم الجيدة وزيارات طبيب الأسنان المنتظمة. إليك أهم طرق الوقاية:

  1. نظافة الفم اليومية الشاملة:
    • تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا: استخدم فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد. نظف أسنانك لمدة دقيقتين على الأقل في كل مرة.
    • استخدام خيط الأسنان يوميًا: لإزالة بقايا الطعام واللويحات من بين الأسنان وتحت خط اللثة، حيث لا تصل فرشاة الأسنان.
    • استخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا: يُمكن أن يُساعد في تقليل البكتيريا في الفم.
  2. زيارات منتظمة لطبيب الأسنان:
    • قم بزيارة طبيب الأسنان لإجراء فحوصات دورية وتنظيف الأسنان الاحترافي (إزالة الجير واللويحات) كل 6 أشهر أو حسب توصية طبيبك. هذا يُساعد على اكتشاف أي مشاكل مبكرًا قبل أن تتفاقم.
  3. علاج التسوس في مراحله المبكرة:
    • لا تنتظر حتى يُصبح التسوس مؤلمًا. علاج التسوس في بداياته يُجنب وصوله إلى العصب وتكون الخراج.
  4. حماية الأسنان من الإصابات:
    • إذا كنت تُمارس رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي، استخدم واقي الفم.
    • تجنب عض الأشياء الصلبة (مثل الثلج أو أقلام الرصاص) التي قد تُسبب كسورًا في الأسنان.
  5. نظام غذائي صحي:
    • قلل من استهلاك السكريات والأطعمة الحمضية التي تُساهم في تسوس الأسنان.
    • تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامينات لدعم صحة الأسنان والعظام.
  6. التوقف عن التدخين: التدخين يُضعف الجهاز المناعي ويُزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة، مما يُعرضك لخطر تكون الخراجات.

 

خاتمة

 

خراج الأسنان ليس مجرد ألم عابر؛ إنه إنذار خطير يُشير إلى وجود عدوى يجب التعامل معها على الفور. الوعي بأعراضه والبحث عن العلاج في الوقت المناسب يُمكن أن يُنقذ سنك ويحميك من مضاعفات صحية خطيرة. والأهم من ذلك، أن الالتزام بروتين عناية فموية جيد وزيارات منتظمة لطبيب الأسنان يُعد خط الدفاع الأول والأكثر فعالية ضد تكرار خراج الأسنان، مما يُمكنك من الاستمتاع بابتسامة صحية وخالية من الألم.