أسباب الحمى الموسمية عند الأطفال وطرق علاجها المنزلية
“الجو متقلب، لذلك طفلك مريض!” هي جملة شائعة تسمعها الأمهات مع بداية كل فصل جديد. وبالفعل، يشهد الأطفال زيادة في نوبات الحمى ونزلات البرد مع تغير الطقس، خاصة عند الانتقال من الصيف إلى الخريف أو من الشتاء إلى الربيع. لكن هل التغير في درجة الحرارة هو السبب المباشر للمرض، أم أن هناك عوامل أخرى خفية تساهم في ذلك؟
أولاً: لماذا تزداد السخونية مع تغير الطقس؟
الإجابة المختصرة هي أن تغير الطقس لا يسبب المرض بحد ذاته، بل يخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروسات أو يزيد من ضعف الجسم. تتلخص الأسباب الرئيسية فيما يلي:
1. انتشار الفيروسات الموسمية (السبب الأهم):
إن معظم حالات السخونية والبرد عند الأطفال هي نتيجة عدوى فيروسية. مع تغير الفصول، تنشط أنواع معينة من الفيروسات وتتكاثر:
- فيروسات الأنف (Rhinoviruses): تسبب نزلات البرد الشائعة وتنتشر بكثرة في الخريف والربيع.
- فيروسات الإنفلونزا (Influenza Viruses): تزداد ذروة نشاطها في الشتاء.
- الفيروس المخلوي التنفسي (RSV): يسبب التهابات حادة في الجهاز التنفسي عند الرضع والأطفال الصغار، وتزداد حالاته مع بداية الطقس البارد.
2. التغير في السلوكيات الاجتماعية:
- البقاء في الأماكن المغلقة: مع انخفاض درجات الحرارة، يقضي الأطفال وقتاً أطول في الفصول الدراسية ورياض الأطفال أو في المنزل (أماكن مغلقة سيئة التهوية)، مما يزيد من فرص انتقال العدوى بالرذاذ والهواء الملوث.
3. الارتباك الحراري للجسم:
- تقلبات درجة الحرارة: التعرض للتغيرات المفاجئة في الحرارة (مثل الخروج من مكان دافئ إلى هواء بارد، أو العكس) يضعف مؤقتاً آليات الدفاع الطبيعية في الجهاز التنفسي (مثل الأغشية المخاطية في الأنف والحلق)، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات الموجودة بالفعل.
4. ضعف المناعة المؤقت:
- نقص فيتامين د: في الشتاء، يقل تعرض الأطفال لأشعة الشمس، مما قد يؤدي إلى نقص فيتامين د الضروري لتقوية المناعة.
ثانياً: الطرق الآمنة والمنزلية لعلاج السخونية
الحمى (السخونية) هي عرض وليست مرضاً، وهي دليل على أن الجهاز المناعي يعمل. الهدف الأساسي من العلاج هو تخفيف انزعاج الطفل والوقاية من الجفاف.
| إجراءات علاجية آمنة ومهمة | التفاصيل |
| 1. خافضات الحرارة الدوائية | استخدام الباراسيتامول (Acetaminophen) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) بالجرعة المناسبة لوزن وعمر الطفل، وليس لدرجة حرارته. يمنع إعطاء الأسبرين للأطفال (خطر الإصابة بمتلازمة راي). |
| 2. الترطيب الكافي (السوائل) | شجع الطفل على شرب الماء، والعصائر الطبيعية المخففة، والمحاليل المائية المعوضة للأملاح. الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع هي الأفضل. الجفاف يزيد من ارتفاع الحرارة. |
| 3. الكمادات وتبريد الجسم | استخدام الماء الفاتر للاستحمام أو عمل كمادات توضع على مناطق غنية بالأوعية الدموية مثل الجبين، الإبطين، وبين الفخذين. تجنب الماء البارد أو الثلج لأنها قد تسبب قشعريرة تزيد من ارتفاع حرارة الجسم. |
| 4. تخفيف الملابس | ارتدِ الطفل ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة للمساعدة في تبديد الحرارة. لا تغطيه بالكثير من الأغطية. |
| 5. الراحة وتهوية الغرفة | احرص على أن يرتاح الطفل في غرفة ذات تهوية جيدة ودرجة حرارة معتدلة (ليست باردة جداً). |
الخلاصة:
السخونية الموسمية هي معركة بين مناعة طفلك والفيروسات المنتشرة. لا تعالج الحمى كمرض، بل عالج الأعراض المصاحبة لها، وتوخَّ الحذر من الجفاف، ولا تتردد في استشارة الطبيب في حال استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام أو ارتفاعها الشديد.














