معايير النجاح
لأسباب كثيرة دارت في ذهني عدة أسئلة تتعلق بالنجاح ومعاييره.
ربما يكون السبب الأول هو النجاح الذي حققته مجلة (لايف)، وهذا هو عددها السنوي، فأتقدم بالتهنئة للصديقة نهال بدران وأسرة المجلة على نجاح تحقق في فترة وجيزة وسط معضلة كبيرة تواجه الصحافة – المطبوعة والإلكترونية على حد سواء.
توقفت أمام سؤال وهو: متى نقول إن فلان ناجح أو المؤسسة الفلانية ناجحة؟ هل المعيار هو الربح المادي؟ هل الشهرة؟ هل المقارنة مع أشخاص ومؤسسات أخرى؟ هل هي كل هذه الأمور؟
في ظل حالة الجدل الكبير حول مطربي المهرجانات، أو المؤديين وليس المطربين، هل ما حققوه نجاح؟ ولم لا؟ وهم الأعلى دخلاً والأكثر شهرة مقارنة بغيرهم وزادتهم المشكلات الأخيرة شهرة وثراء.
منذ زمن أستمع إلى الموسيقى الغربية، لكني تراجعت مؤخراً، لأن الجديد لا يتفق وذوقي، لأن الساحة العالمية لا تختلف كثيراً عن المحلية، رغم أن والدي رحمه الله كان يشكو من الموسيقى التي كنت أسمعها، ولا تتفق مع ذوقه الكلاسيكي في الموسيقى المصرية والغربية.
عودة إلى معيار النجاح، وبعد البحث وجدت من يتحدث عن معايير يمكن أن نحدد من خلالها إمكانية نجاح أي شخص في المستقبل، وليس من هم ناجحون بالفعل أو يعتبرهم الناس ناجحين. سبعة معايير تتحدث عن شباب لديهم خطط عظيمة، لكن تقييم فرصهم في النجاح لا تعتمد على ما يرونه في أنفسهم، لأنهم كثيراً ما يضلون الطريق، وهم يحاولون تحقيق ما خططوا له.
صفات شخصية تفتح الباب للحكم على فرص نجاح الأشخاص في المستقبل:
أن يكون لديهم إلهام داخلي، فيعرفون طريقهم جيداً حتى في الأيام الصعبة والمحبطة، فيرفعون من طاقاتهم الإيجابية دون عون من الآخرين.
أن تكون شخصياتهم متزنة، لأن شخصية اليوم هي شخصية المستقبل، هل هو شخص نشط أم خامل، ملتزم أم دائم البحث عن أعذار، هل لديه شخصية قيادية بالفعل أم بالقول فقط، وتتعدد الصفات الشخصية.
أن تكون شخصياتهم متسقة مع نفسها في العلن وفي السر، أي لا تعاني انفصاماً في القيم والمبادئ، يفعلون ما يقولون سواء كان هناك جمهور يتابع أم كانوا وسط دائرة ضيقة.
ألا يحتاجوا إلى رقيب، سواء كان رئيسهم في العمل متواجداً أم غائباً، ولا يقبلوا بأنصاف الحلول، فهم يمكن الاعتماد عليهم في كل الأوقات، من الزملاء والرؤساء والمتعاملين، فتلك هي شخصية القائد.
كيف يتحدثون عن الآخرين في غيابهم، فهم لا يغتابون، ولا يصدروا الأحكام على غيرهم، وتركيزهم الأكبر على أنفسهم وما يقدمون من عمل.
الناجحون يأخذوا بزمام الأمور، ولا يلقوا بمشكلاتهم على الآخرين، ليجدوا لهم الحلول، ويعملون وسط فريق، ولا يحملوا الفريق بأعبائه، ويتحملوا المسؤولية كاملة.
ينشرون الروح الطيبة لمن حولهم، فيشجعونهم لأنهم لا يخشون نجاح الآخرين، ويعرفون أنهم يحصدون ما يزرعون، وأن عالمهم هو انعكاس لأفعالهم.
عزيزي القارئ، لو كان لديك الصبر لقراءة المقال بأكمله، فبالتأكيد حاولت أن تطابقه على نفسك، لترى إن كنت من الناجحين أم لا، وغالباً دارت أسماء معينة في مخيلتك تنطبق عليهم المعايير أو لا تنطبق.
بالتأكيد هناك معايير أخرى، لكن من هم الناجحون فيمن ذكرت أو لم أذكر؟ هل لديهم مقومات النجاح في المقام الأول أم أنهم ظواهر صعدت لعنان السماء وسرعان ما تنطفئ؟ بالنسبة لي، ما زال السؤال يحيرني ولا أجد له إجابة شافية.
لكني أتمنى أن نجد أسباباً أكثر للنجاح، لأن أمة ناجحة هي مجموع أفراد ناجحين ومؤسسات ناجحة وفق معايير سليمة.