متى تستدعي رعشة العين زيارة طبيب الأعصاب..التشنج نصف الوجهي

التشنج نصف الوجهي وعمى الجفن: متى تستدعي رعشة العين زيارة طبيب الأعصاب؟

الرعشة المستمرة أو المتفاقمة في العين تتطلب تقييماً عصبياً متخصصاً. إذا كانت معظم حالات وخز الجفن تزول بتخفيف التوتر، فإن الحالات التي تنشأ من اضطراب في الدماغ أو الجهاز العصبي لا تزول بهذه الطرق البسيطة. يجب على المريض أن ينتبه إلى العلامات التي تشير إلى أن المشكلة تجاوزت عضلة الجفن لتصبح مشكلة في الإشارات العصبية.

أولاً: الدلائل التي تشير إلى مشكلة عصبية

الارتعاش الذي يدل على مشكلة عصبية يتميز بخصائص محددة تختلف عن الارتعاش الحميد:

1. الانتشار والتفاقم: يبدأ الارتعاش في الجفن ثم ينتشر إلى أسفل الوجه، ليؤثر على الخد والزاوية الأمامية للفم. هذا النمط هو السمة المميزة لـ التشنج نصف الوجهي (Hemifacial Spasm). هذه التشنجات تكون قوية بما يكفي لسحب جزء من الوجه وتشوه تعابيره، وغالباً ما تتفاقم مع الكلام أو الإجهاد.
2. عدم الاستجابة للراحة: على عكس رعشة الإجهاد التي تخف مع الاسترخاء والنوم، فإن الارتعاش العصبي يستمر حتى أثناء فترات الراحة.
3. تأثر الرؤية: إذا أصبحت التشنجات قوية لدرجة إغلاق الجفن بالكامل (Blepharospasm)، مما يعيق الرؤية ويسبب عمى وظيفي مؤقت، فهذا مؤشر قوي على وجود اضطراب حركي عصبي يحتاج إلى تدخل سريع.

ثانياً: الاضطرابات العصبية المرتبطة برعشة العين

بعض الحالات النادرة والخطيرة تظهر بدايتها على شكل رعشة في الجفن:

• ضغط العصب الوجهي: السبب الأكثر شيوعاً للتشنج نصف الوجهي هو وجود وعاء دموي غير طبيعي يضغط على العصب الوجهي (Facial Nerve / Cranial Nerve VII) في قاعدة الدماغ، مما يسبب إطلاق إشارات كهربائية عشوائية تؤدي إلى التقلصات.
• اضطرابات التوتر العضلي (Dystonia): قد تكون رعشة الجفن جزءاً من نوع موضعي من الديستونيا، وهي متلازمة حركية تتميز بالانقباضات العضلية اللاإرادية والمستمرة، والتي تسبب حركات ملتوية وغير طبيعية.
• التصلب المتعدد: على الرغم من ندرة ظهورها بهذه الطريقة، إلا أن تلف الأغماد الواقية للأعصاب في التصلب المتعدد (MS) يمكن أن يسبب أعراضاً حركية وارتعاشاً في العين.

ثالثاً: طرق التشخيص والعلاج الطبي

لتحديد السبب، قد يطلب طبيب الأعصاب إجراء فحص الرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ للبحث عن ضغط وعائي أو آفات عصبية. العلاج الأمثل للحالات العصبية المستمرة هو:

• حقن البوتوكس: يعتبر الخيار الأول. يقوم البوتوكس بشل العضلات مؤقتاً في منطقة الارتعاش (الجفن والوجه)، مما يوقف التشنج.
• الجراحة: في حالة التشنج نصف الوجهي الناتج عن ضغط وعائي، قد يوصى بإجراء جراحة لتخفيف الضغط على العصب.