خطر غير مرئي: لماذا يُشكل التدخين في المنزل تهديدًا للصحة خاصة على الجهاز التنفسي للطفل؟
يُعد المنزل ملاذًا آمنًا للراحة والهدوء، ولكنه قد يتحول إلى بيئة خطرة جدًا عندما يُمارس فيه التدخين. إن الاعتقاد بأن التدخين في غرفة مُنفصلة أو بالقرب من نافذة مفتوحة يمنع الأضرار هو اعتقاد خاطئ تمامًا. فالأضرار لا تقتصر على الدخان المرئي، بل تمتد لتشمل مواد كيميائية سامة تلتصق بالأسطح وتُشكل تهديدًا خفيًا، خاصةً على صحة الأطفال.
1. آليات التعرض للتدخين
تُوجد آليتان رئيسيتان للتعرض للتدخين في الأماكن المُغلقة:
- التدخين السلبي (Secondhand Smoke): وهو الدخان الذي يخرج من طرف السيجارة المشتعل، والدخان الذي يزفره المُدخن. يحتوي هذا الدخان على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها مئات المواد السامة و70 مادة مُسببة للسرطان، ولا يوجد مُستوى آمن للتعرض لها.
- التدخين من الدرجة الثالثة (Thirdhand Smoke): وهو الخطر الأكثر خبثًا. إنه بقايا التدخين التي تلتصق بالأسطح مثل الأثاث، والملابس، والسجاد، والجدران. يمكن لهذه السموم أن تبقى في المكان لعدة شهور أو حتى سنوات، وتُشكل تهديدًا كبيرًا على الأطفال الذين يلمسون الأسطح ويزحفون عليها ثم يضعون أيديهم في أفواههم.
2. الأضرار الصحية على الأطفال
يُعاني الأطفال بشكل خاص من التدخين في المنزل، لأن أجهزتهم التنفسية لا تزال في طور النمو. وتشمل الأضرار:
- أمراض الجهاز التنفسي: يزيد التدخين في المنزل من خطر إصابة الأطفال بـ الربو، والتهاب القصبات الهوائية، والالتهاب الرئوي. كما يزيد من عدد وشدة نوبات الربو لدى الأطفال المُصابين به بالفعل.
- التهابات الأذن: يُصبح الأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالتهابات الأذن المُتكررة، والتي قد تُؤدي إلى مُشكلات في السمع على المدى الطويل.
- متلازمة موت الرضع المُفاجئ (SIDS): تُشير الدراسات إلى أن التدخين السلبي يُعد أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بمتلازمة موت الرضع المُفاجئ.
- تأثيرات على النمو: يُمكن أن يُؤثر التعرض للتدخين على نمو الرئتين ووظائفهما بشكل دائم، مما يُسبب مُشكلات في الجهاز التنفسي في مرحلة البلوغ.
خاتمة
إن حماية الأطفال من التدخين تتطلب قرارًا حاسمًا بوقف التدخين تمامًا داخل المنزل والسيارة. لا يُمكن لأي وسيلة تهوية أن تُزيل هذه السموم، والحل الوحيد هو منعها من دخول البيئة المنزلية من الأساس.











