لماذا يحدث الخوف من الارتباط وكيف تعالجه
في حين أن الخوف من المجهول شائعا، إلا أن الخوف من الارتباط العاطفي مشكلته أكبر.
فقد يصاب الشخص بالشلل بسبب خوفه الشديد من الالتزام والارتباط بالشخص الخاطئ.
لأنه بذلك سيكون قد دمر حياته وحياة الآخرين.
أصبح ما يعرف علميا برهاب الالتزام، معروفا هذه الأيام حول العالم، وذلك بسبب انتشار الارتباط الإلكتروني
وزيادة تطبيقات المواعدة، فكلما زادت الاختيارات، زادت صعوبة اتخاذ القرار.
حتى الأشخاص المرتبطة يصابون برهاب الحفاظ على ارتباطهم، إذا كان هذا الارتباط وصل إلى الزواج.
فيشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم من الممكن أن يكونوا قد ضيعوا فرصة أفضل من بين أيديهم، هذا بحسب ما ذكر في موقع سايكولوجي توداي.
ماذا يحدث عندما لا يستطيع الإنسان الالتزام؟
تقول الطبيبة النفسية ليزا كوفمان لموقع سايكولوجي توداي، إن الانسان المصاب برهاب الالتزام.
لا يستطيع اتخاذ أي قرارات هامة في حياته، مشيرة إلى أن الأمر يصل إلى كل تفصيلة صغيرة وكبيرة في حياته.
حتى أنه لا يستطيع الالتزام بالتنزه مع أصدقائه، ولا يستطيع أن يقرر ماذا سيأكل على العشاء ليلا.
كيف يصاب الإنسان برهاب الالتزام؟
تقول كوفمان إنه لا يوجد إجابة علمية محددة على هذا السؤال، ولكن هناك عدة احتمالات.
أولها أن يكون هذا الشخص قد مر بتجارب عاطفية سيئة، منها أن يرى نموذجا سيئا لزواج والده ووالدته.
أو أنه قد مر بتجارب شخصية تحمل فيها ألم كبير، ولا يريد تكرار عيش هذا الألم مرة أخرى في علاقة جديدة.
وأوضحت كوفمان، أن الاحتمال الآخر ربما يكون في عدم رغبة الشخص في إيذاء الآخرين.
حيث أنه يخشى أن يكون للآخرين توقعات معينة وعليه تلبيتها، فيبتعد نهائيا عنهم حتى لا يحبطهم دون حتى أن يحاول في الارتباط بهم.
مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يخشون من الالتزام بعلاقة جادة لخوفهم من فقدهم لحريتهم، فالالتزام هو مراعاة ظروف ومشاعر شخصين.
والبعض لا يرغب في تحمل هذه المسئولية الكبيرة بالنسبة إليهم.
هل يمكن تجاوز رهاب الالتزام؟
تقول كوفمان، إنه إذا كان لا يرغب الفرد بداخله في الالتزام بعلاقة عاطفية، فلن يزول رهاب الالتزام.
ولا داع لعلاجه، لأن هذا الشخص يكون قد استطاع أن يجعل حياته ذات قيمة بالنسبة إليه وهو أعزب.
في حين أشارت كوفمان إلا أن هناك علاج لمن يقدر العلاقات العاطفية ويريد الاستقرار مع شخص آخر.
وهو التركيز على الدافع وراء العلاج، فكلما كان الدافع ملحا، كلما كان العلاج مجديا، مؤكدة أن الدافع الملح هو الذي ينهي أي رهاب بشكل عام.
وأشارت كوفمان إلى أن الطريقة السلوكية المثلى لمعالجة رهاب الالتزام، هي البدء بالتدرب على تحقيق الالتزامات الصغيرة.
مثل الخروج في النزهة المتفق عليها مع الأصدقاء، أو الالتزام بأداء مهام العمل في مواعيدها.
موضحة أن الالتزام بالأشياء الصغيرة سيكون مفيدا للتدرب على الالتزام بالقرارات الكبرى.