لقاء الخميسي : أنا جريئة جدًا
هذا ما اكتسبته في سن الأربعينات
نادين فاجأتني في «ضد الكسر» والتأني سر غيابي
هذه أمنية حياتي والأمومة غيّرت شخصيتي
حوار: أيمن سليم
تصوير: حامد كامل
ماكيير: مي مقلد
كوافير: حسن برجي
ستايلست: إيهاب العدلي
إذا كانت النجومية تعني الاستمرارية، فتاريخها الفني يمتد لأكثر من عشرين عامًا، وإذا كانت النجومية تعني التميز، فهي مختلفة ومتجددة، ولها بريق يزداد توهجه كلما ظهرت على الشاشة، بارعة في اختياراتها، وصادقة في أدائها، ومميزة بطلتها. إنها النجمة لقاء الخميسي، التي تفتح لنا قلبها، وتخصنا بحوار صحفي عن حياتها الفنية والشخصية ومشاريعها المقبلة.
في البداية، نرحب بك في مجلة «لايف»، وفي أول حوار يجمعنا سويًا، كيف تقضين فصل الصيف؟
أهلًا بكم وأنا سعيدة باختياركم لي لأكون على غلاف هذا العدد من مجلتكم الراقية، بصراحة في هذا الوقت من كل عام أكون في البحر، سواء داخل أو خارج مصر، برفقة زوجي والأولاد، لكن التصوير منعني من هذه الإجازة، إلى جانب ظروف كورونا، لكن عندما أنتهي من التصوير خلال فترة قصيرة، سأسافر أسبوعًا على الأقل، لأنني لا أتخيل أن يمر الصيف بدون أن أجلس أمام البحر.
نعلم أنك تحبين السفر خارج مصر ولم تفعلي ذلك بسبب ظروف كورونا، أي البلاد تفضلين السفر إليها؟
في الحقيقة، أنا اعتدت السفر طوال السنة، وليس في الصيف فقط، وظروف كورونا منعتني أن أسافر هذا العام، سواء في الشتاء أو الصيف، ومن أكثر البلاد التي أتردد عليها وأحب أن أزورها إيطاليا، فهي تمتلك مكانة خاصة في قلبي، وأحب أيضًا السفر إلى اليونان وجنوب أفريقيا وزنجبار.
ما التجربة التي تحبين تكرارها في السفر؟
بالطبع الغوص، أنا عاشقة للبحر بشكل عام، ووارد يكون السبب هو أنني برج الحوت، فأعشق كل ما هو مائي.
هل تؤمنين بأن محبي الصيف يتسمون بالطاقة الإيجابية والحيوية على عكس محبي الشتاء؟
لا أؤمن بهذه المقولة، ففصل الصيف له جماله، وفصل الشتاء أيضًا له جماله، في الصيف الحيوية والنشاط على البحر، وفي الشتاء نستطيع أن نذهب لتسلق جبال الثلج أو التزلق على الجليد، وفي الحالتين يمكن أن نستمد طاقة إيجابية.
هل جرأتك بالتصوير وتنوع اختياراتك في الألوان تدل على جرأتك في الحقيقة؟
أعتبر نفسي شخصية جريئة، لأنني أحب الألوان واختلاف الفاشون، ولا يوجد خط معين أسير عليه، وفي أغلب الأوقات أشعر أن حالتي النفسية تتأثر باختياراتي للألوان.
على المستوى الفني جمهورك دائمًا ما يشتاق لك، لِمَ كل هذا الغياب بين العمل والآخر؟
بالنسبة للسينما، فهي وحشتني، وأشتاق إليها كثيرًا، لكنى أعلم أن السينما تاريخ وشيء عظيم جدًا، فلا أريد المخاطرة بعمل غير ناجح بها، وبصراحة منذ فيلم (عسكر في المعسكر) وأنا يُعرض عليا نوعية أدوار لا تعجبني، فأضطر أن أرفضها، لكنى منتظرة العمل الجيد الذي يعيدني إلى شاشة السينما.
أما بالنسبة إلى الدراما فآخر أعمالي مسلسل (ضد الكسر) في رمضان الماضي، وتلقيت ردود أفعال إيجابية على دور (نادين)، وعندها تأكدت أن التأني الذي أفعله يكون في صالحي، ويجعل الجمهور يشاهدني بشكل مختلف في كل عمل، وفي النهاية ليس أنا من يكون السبب في غيابي في أغلب الأوقات، هناك عناصر أخرى تتسبب في ذلك، منها السيناريوهات غير المناسبة لي، ومنها اختلافات في الأجر، إلى جانب الحالة الإنتاجية الصعبة التي عشنا بها السنوات القليلة الماضية، لكني سأحرص على التواجد كلما أتيحت لي الفرصة.
صرحت من قبل بأنك تريدين الحصول على جائزة من مهرجان سينمائي دولي، هل تعتبرين الجوائز مقياسًا لنجاح الفنان؟
بالطبع أحد أحلامي هو الحصول على جائزة من مهرجان سينمائي دولي، لكني لا أعتبر الجوائز مقياسًا للنجاح، فهناك أفلام كثيرة مهمة لم تتح لها الفرصة في المشاركة في المهرجانات، لكن لا يختلف على جمالها أحد، لكن المقياس الحقيقي والأهم من الجوائز هو الجمهور.
نعلم أنك حريصة على حضور أهم مهرجانات السينما، أي الأفلام تفضلين؟ وهل تحلمين بالعالمية؟
نعم، أنا حريصة على حضور المهرجانات السينمائية كلما أتيحت لي الفرصة، فهي تقرّب الثقافات، وتعرّف الفنان قبل الجمهور على أذواق مختلفة، وتريه مشاعر جديدة وأفكار أجدد، وأنا لا أفضّل نوعية أفلام بعينها، لكن قلبي يميل إلى أي فيلم يحمل رسالة إنسانية، وإذا حددنا فئة أفلام معينة، فأنا أعشق الأفلام الإيطالية، بالنسبة للعالمية، فبالطبع أحلم بها، وأتمنى المشاركة في عمل، وأعتقد أن أي فنان حقيقي سواء ممثل أو مغني أو رسام أو غيره يتمنّى الوصول إلى العالمية.
في رأيك هل تشترط النجومية عمرًا معينًا؟
لا أعلم مقياس النجومية في مصر أو الدول العربية كيف يكون، لكن في الدول غير العربية هناك ممثل ودور وبطل، ولا أرى أن النجومية العالمية تشترط سنًا معينًا، فكل شخص حتى لو كان سيقول جملة واحدة في العمل فهو نجم في هذا المكان، وإذا كنا سنتحدث عن البطولة، فأنا أرفض مصطلح البطولة المطلقة، فبالنسبة لي هذا المصطلح يعني المنودراما، أي أنه عمل فردي، يقوم فيه شخص واحد فقط بالتمثيل به من بدايته إلى نهايته.
كيف تواجهين تقدم العمر؟
العمر بالنسبة لي خبرة، ولا أواجه مشكلة في أنني أكبر، لكن هناك بعض الأوقات التي أمر بها بضعف، فأفكر فيها في أن كان هناك أشياء لا بد أن تحدث من قبل، لكن الإنسان غير مسؤول عن اختيارات الآخرين، ومن المؤكد أن هناك شيئاً إلهياً تسبب في هذا التأخير، والقدر عمومًا لا يجلب لنا إلا الخير، وسأخبركم سرًا أنا في فترة ما في حياتي كنت أخشى أن أتخطى سن الأربعين، لكن بعدما تخطيته أصبحت أشعر بأنه سن الحكمة والثبات العاطفي والانفعالي.
هل تدعمين المؤسسات الخيرية ولديك نشاط خيري تقومين به؟
نعم، أحب جدًا أن أدعم المؤسسات الخيرية، سواء كانت مؤسسات لها علاقة بالناس داخل أو خارج مصر، وأيضًا جمعيات الرفق بالحيوان، ولا أتأخر عن أي عمل خيري أستطيع المشاركة به، ومن قبل دعمت مستشفى بهية ومستشفى الناس وأقوم بدعم أي عمل خيري يختص بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
علاقاتك بزملائك داخل الوسط الفني خالية من المشاكل ورغم ذلك أصدقاؤك المقربون من خارج الوسط الفني، هل هذا مقصود؟
أحب أن أكون في حالي، وعلى مدار عمري حدث بيني وبين زميل أو اثنين فقط خلافات بسيطة، لكنها سببت لي أذى نفسياً ومعنوياً كبيراً، بخلاف ذلك فكنت طوال تاريخي المهني على علاقة طيبة بالجميع، مثل الراحلين نور الشريف ومحمود عبد العزيز ومعالي زايد، وأيضًا الفنان أحمد بدير ومصطفى شعبان وآيتن عامر وطارق لطفي ومحمد فراج، ومؤخرًا نيللي، وأنا في الطبيعي امرأة تحب عملها للغاية، ولا تحاول افتعال أي مشكلات، وإذا حدثت مشكلة تكون من الطرف الآخر وليس مني، فعادةً ما أكون حريصة على إرضاء الجميع، وبالمناسبة هذه عادة سيئة.
ماذا عن لقاء الأم، هل غيّرتك الأمومة؟
الأمومة شيء عظيم، وأي امرأة تحب أن تجرب إحساس العطاء، وبالطبع غيّرت الأمومة الكثير في شخصيتي، فأصبحت الأولوية تخص أبنائي بدلًا من عملي.
بعض المشاهير يعانون انتهاك الخصوصية، ففي حالتك أنت فنانة ومتزوجة من لاعب كرة قدم، هل تواجهين معاناة مع الخصوصية؟
الحقيقة هو ليس بعض المشاهير، لكن كل المشاهير في مصر يعانون انتهاك حريتهم، هناك جزء من حياتنا أصبح يخص السوشيال ميديا، لأنها أصبحت لغة التواصل الأولى بالنسبة للمشاهير، لكن الجمهور طوال الوقت بات يحاول أن يتدخل زيادة عن اللزوم في حياة المشاهير، ويشاركهم رأيه في اختياراتهم الشخصية، وليس الفنية فقط، وهذه معاناة كبيرة لدى أمل في أن تتغير في الشعوب العربية.
ما خطواتك الفنية القادمة؟
أقوم حاليًا بتصوير مسلسل (إجازة مفتوحة)، ويشاركني بطولته كل من شريف منير وسميحة أيوب ومراد مكرم ودنيا ماهر وهشام إسماعيل وملك قورة، وهو من تأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج محمد عبد الرحمن حماقي، ومن المقرر عرضه في شهر سبتمبر القادم، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
أخيرًا، أخبرينا بنصيحة تنوين العمل بها ولن تبخلي بها على جمهورك؟
أنصح كل شخص بالاستمتاع بكل لحظة يعيشها، ودائمًا ما ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ، ولا يجعل نفسه يشعر بالإحباط والطاقة السلبية.