كيف يُهدد نقص ب12 الدماغ ويُسبب “اكتئاب زائف” يتطلب مكملاً غذائياً

غير مصنف

استمع الي المقالة
0:00

الهوموسيستين المُرتفع: كيف يُهدد نقص ب12 الدماغ ويُسبب “اكتئاب زائف” يتطلب مكملاً غذائياً وليس مضاداً للاكتئاب؟

 

لا يقتصر الخطر الناجم عن نقص فيتامين ب12 على أعراض جسدية بسيطة، بل يمتد إلى إحداث فوضى في كيمياء الدماغ، مما يُحاكي أعراض الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد. يكمن السر في ارتفاع مستويات مادة الهوموسيستين السامة للأعصاب، والتي لا يستطيع الجسم التخلص منها بكفاءة دون وجود كمية كافية من ب12. هذا الارتفاع يُعد مؤشراً حيوياً على أن الأعراض النفسية قد تكون ذات منشأ بيولوجي بسيط وقابل للعلاج بالمكملات الغذائية.


 

1. سمية الهوموسيستين على الأعصاب 🧪

 

يُعد الهوموسيستين هو اللاعب الرئيسي في الارتباط بين نقص ب12 والتدهور العقلي:

  • دورة الميثيل (Methylation Cycle): يُعد فيتامين ب12 (بمساعدة حمض الفوليك) ضروريًا لإعادة تدوير الهوموسيستين وتحويله إلى ميثيونين. عندما ينقص ب12، يتراكم الهوموسيستين في مجرى الدم.
  • السمية العصبية: ارتفاع الهوموسيستين مُرتبط بـ الالتهاب الوعائي، ويُعتبر ساماً للخلايا العصبية. هذه السمية تُساهم في تلف الأوعية الدموية في الدماغ، مما يُؤدي إلى تدهور الإدراك ويزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف الوعائي.

 

2. العلامات السريرية التي تُشير إلى ب12 🧐

 

بينما يتشارك نقص ب12 والاكتئاب في أعراض مثل التعب والضبابية المعرفية، توجد علامات مميزة لنقص ب12 قد تُساعد في التفريق بينهما:

  • الاعتلال العصبي الطرفي (Tingling Sensation): الشعور بالوخز أو الخدر في اليدين والقدمين هو علامة كلاسيكية تُشير إلى تلف الميالين، وهي نادرة في حالات الاكتئاب النمطي.
  • التهاب اللسان (Glossitis): لسان أحمر، أملس، ومُتورم.
  • مشاكل في التوازن والحركة (Ataxia): صعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن نتيجة لتضرر الحبل الشوكي.

 

3. تأثير التشخيص الخاطئ ⚠️

 

الاعتماد على التشخيص النفسي فقط دون النظر إلى السبب البيولوجي الأساسي يُمكن أن يكون خطيراً:

  • تأخير العلاج الحقيقي: علاج الأعراض الاكتئابية بمُضادات الاكتئاب دون معالجة نقص ب12 يُؤدي إلى استمرار التدهور العصبي الذي لا يمكن علاجه بمضادات الاكتئاب.
  • التدهور الذي لا رجعة فيه: التلف العصبي الناتج عن نقص ب12 المُزمن قد يُصبح غير قابل للعكس إذا لم يتم علاجه في المراحل المُبكرة، مما يُؤدي إلى خرف دائم أو إعاقة حركية. لذا، يُشدد الأطباء على ضرورة فحص مستويات ب12 بمجرد ظهور الأعراض النفسية والعصبية غير المُفسرة.