“رعاية الكنغر”.. استراتيجية بسيطة تُحسن الوظائف الحيوية وتُسرّع خروج الأطفال

الصحة والجمال

استمع الي المقالة
0:00

اللمسة المُعجزة: “رعاية الكنغر”.. استراتيجية بسيطة تُحسن الوظائف الحيوية وتُسرّع خروج الأطفال المبتسرين من المستشفى

 

تُعتبر رعاية الكنغر (Kangaroo Care)، وهي ممارسة الاتصال المُباشر بين جلد الطفل المبتسر وجلد والديه، استراتيجية علاجية بسيطة أثبتت فعاليتها السريرية بشكل لا يُصدق. هذه الممارسة لا تمنح الدفء العاطفي فحسب، بل تُقدم مجموعة من المزايا الفسيولوجية التي تُعزز الاستقرار الصحي للطفل وتُسرّع خروجه من المستشفى، مما يُعزز دور الوالدين كعنصر علاجي أساسي.


 

1. رعاية الكنغر: خطوات بسيطة لنتائج حيوية

 

رعاية الكنغر هي أكثر من مُجرد احتضان؛ إنها وضعية علاجية مُحددة:

  • كيفية التطبيق: يُوضع الطفل (مرتدياً حفاضاً وقبعة) في وضعية عمودية مُباشرة على صدر الأم أو الأب العاري. ثم يُغطى بغطاء دافئ لتوفير الراحة والدفء. يُنصح بأن تستمر الجلسة لمدة لا تقل عن 60 دقيقة للسماح للطفل بالدخول في دورة نوم عميقة والاستفادة القصوى من اللمس.
  • تثبيت الوظائف الحيوية: إن اللمسة المُباشرة تُساعد الطفل على تنظيم درجة حرارته بشكل أفضل وأكثر استقراراً مما يُمكن تحقيقه في بعض الحاضنات، حيث يُصبح صدر الأم بمثابة منظم حرارة طبيعي. كما تُساعد في تثبيت معدل ضربات القلب والتنفس.

 

2. الفوائد السريرية المُباشرة التي تُسرّع الشفاء

 

تترجم فوائد الاستقرار الفسيولوجي إلى نتائج سريرية ملموسة تُحسن مُستقبل الطفل وتُقلل فترة إقامته:

الفائدة السريرية الآلية وكيفية التحسين
زيادة الوزن المُنتظم يُساعد التلامس على تقليل هرمونات التوتر، مما يُقلل من استهلاك الطاقة في مُحاربة الإجهاد. يتم توجيه هذه الطاقة لعمليات النمو وهضم الطعام بكفاءة أكبر.
تحسين جودة النوم يشعر الطفل بالأمان، مما يُسهل عليه الدخول في مراحل النوم العميق (REM). النوم العميق ضروري لنمو الدماغ واكتمال النضج العصبي.
تحسين وظائف الرئتين وُجد أن التلامس المُباشر يُحسن من أنماط تنفس الطفل ويزيد من تشبع الأكسجين في الدم، وهو أمر حيوي للأطفال الذين لم تكتمل رئتاهم.
تقليل مدة الإقامة تؤدي جميع هذه التحسينات في الوظائف الحيوية (الوزن، التنفس، الاستقرار الحراري) إلى تقليل اعتماد الطفل على الدعم الطبي المُكثف، مما يُسرّع من إمكانية خروجه من المستشفى.

إن رعاية الكنغر هي تذكرة بسيطة بأن العلاج الأكثر فعالية للأطفال المبتسرين قد يكون موجوداً بالفعل في حنان الوالدين.