بصمة التوتر: دراسة تكشف كيف يُؤثر الإجهاد النفسي للأم على جلد طفلها المستقبلي
يُعرف الحمل بأنه فترة من التغيرات الجسدية والعاطفية الكبيرة. وعلى الرغم من أن الأمهات الحوامل يُشجعن على الاهتمام بصحتهن الجسدية، تُسلط دراسة حديثة الضوء على أهمية عامل نفسي بالغ الأهمية: التوتر أثناء الحمل. تُشير الدراسة إلى وجود رابط قوي بين الإجهاد النفسي للأم وزيادة احتمالية إصابة الطفل بالإكزيما الجلدية، مما يُثير تساؤلات حول كيفية تأثير حالتنا العاطفية على صحة أطفالنا في المستقبل.
1. آلية الارتباط العلمي: كيف يُؤثر التوتر؟
يُفترض الباحثون أن هذا الارتباط يكمن في هرمونات التوتر.
- هرمون الكورتيزول: عندما تُعاني الأم من إجهاد نفسي، يُفرز جسمها هرمونات التوتر، وأهمها الكورتيزول. هذا الهرمون يُمكنه عبور حاجز المشيمة والوصول إلى الجنين.
- تأثير على الجهاز المناعي: يُمكن أن يُؤثر التعرض المستمر لهرمونات التوتر على نمو وتطور الجهاز المناعي للجنين. يُعتقد أن هذا التعرض يُهيئ الجهاز المناعي للطفل ليُصبح أكثر حساسية أو “مبرمجًا” للاستجابة المفرطة للمُحفزات، مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض الحساسية في المستقبل، مثل الإكزيما.
2. ما هي الإكزيما الجلدية؟
الإكزيما الجلدية، أو التهاب الجلد التأتبي، هي حالة جلدية مُزمنة تُسبب حكة وجفافًا والتهابًا في الجلد. غالبًا ما تبدأ في مرحلة الطفولة وتُعرف بأنها من أمراض الحساسية. يُظهر هذا الارتباط أن صحة جلد الطفل قد لا تكون مرتبطة فقط بالعوامل الخارجية أو الجينية، بل قد تكون مُتأثرة أيضًا بالبيئة الداخلية لرحم الأم.
3. عامل واحد من عوامل متعددة
من المهم التأكيد على أن هذه الدراسة تُشير إلى وجود ارتباط، وليس علاقة سببية مُطلقة. تُوجد عوامل أخرى كثيرة تُؤثر على فرص إصابة الطفل بالإكزيما، مثل:
- العوامل الوراثية: التاريخ العائلي للإصابة بالحساسية أو الإكزيما يُعد عامل خطر رئيسي.
- العوامل البيئية: التعرض للمواد المُسببة للحساسية في البيئة المحيطة.
- خلل في حاجز الجلد: بعض الأطفال يُولدون بحاجز جلدي ضعيف، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما.
خاتمة
إن هذه الدراسة لا يجب أن تُثير القلق في نفوس الأمهات، بل يجب أن تُستخدم كدافع للاهتمام بالصحة النفسية. فالوعي بأهمية إدارة التوتر أثناء الحمل يُعزز من صحة الأم، ويُوفر بيئة أكثر هدوءًا للجنين، مما يُساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية المستقبلية، بما في ذلك الإكزيما الجلدية.














