الفك الذي يرفض الإغلاق: خلع المفصل الصدغي الفكي عند التثاؤب (TMJ Dislocation)
مقدمة: شاع مؤخراً فيديو لرجل تعرض لحالة طارئة ومفاجئة، حيث أصيب بتشنج حاد أثناء التثاؤب منع فكه من الإغلاق، مما استدعى تدخلاً طبياً عاجلاً. هذه الحالة، التي تبدو درامية، تُعرف طبياً باسم “خلع المفصل الصدغي الفكي” (Temporomandibular Joint Dislocation)، وتُعد واحدة من أبرز الحالات الطارئة التي تصيب الفك، حيث ينزلق المفصل من موقعه الطبيعي.
ما هو المفصل الصدغي الفكي (TMJ)؟ هو النقطة المحورية التي تربط الفك السفلي (عظم الفك) بالجمجمة (العظم الصدغي). يعمل هذا المفصل كـ “مفصل منزلق”، مما يسمح للفك بالحركة العميقة لفتح وإغلاق الفم، بالإضافة إلى الحركات الجانبية والأمامية اللازمة للمضغ والكلام.
كيف يحدث خلع الفك عند التثاؤب؟ التثاؤب العميق يتطلب فتح الفم على أوسع نطاق ممكن، مما يدفع رأس عظم الفك السفلي (اللقمة) إلى الأمام. في الظروف الطبيعية، تعود هذه اللقمة تلقائياً إلى مكانها عند إغلاق الفم. لكن في حالة الخلع، تنزلق اللقمة إلى ما هو أبعد من الحد الطبيعي، وتتجاوز “الحديبة المفصلية” (Articular Eminence) في الجمجمة، وتصبح محبوسة في وضع مفتوح.
أسباب تجعل الفك أكثر عرضة للخلع:
- فرط حركة المفصل (Joint Hypermobility): يُعد هذا العامل السبب الأبرز، حيث يمتلك بعض الأشخاص أربطة وعضلات أكثر مرونة حول المفصل، مما يسمح بحركة فك مفرطة.
- اضطرابات المفصل الصدغي الفكي المزمنة (TMD): يمكن أن تزيد المشاكل المزمنة في المفصل (مثل الالتهاب أو تآكل الغضاريف) من احتمالية الخلع.
- ضعف العضلات المحيطة: قد يؤدي التشنج أو الضعف في عضلات المضغ إلى خلل في التنسيق الحركي أثناء الفتح العميق، كما يحدث في التثاؤب.
- إجراءات طبية: قد يحدث الخلع أثناء إجراءات طب الأسنان الطويلة التي تتطلب إبقاء الفم مفتوحاً لفترة طويلة.
الأعراض المُميزة لخلع الفك:
- عدم القدرة على إغلاق الفم: هذه هي العلامة الأكثر وضوحاً، حيث يظل الفم مفتوحاً قسراً.
- الألم: ألم حاد ومفاجئ حول المفصل والأذن.
- انحراف الفك: قد يبدو الفك السفلي غير متوازن أو منحرفاً إلى أحد الجانبين.
- سيلان اللعاب: صعوبة في البلع والكلام.
العلاج الفوري: يُعتبر خلع الفك حالة طارئة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً. يقوم الطبيب بإجراء “رد يدوي” (Manual Reduction) للفك، حيث يتم تطبيق ضغط في اتجاهات محددة لإعادة اللقمة إلى مكانها. كلما كان التدخل أسرع، كانت عملية الرد أسهل وأقل ألماً.
