تناول وجبة الإفطار في وقت متأخر: هل يضر الصحة؟
الاعتقاد السائد هو أن وجبة الإفطار هي أهم وجبة في اليوم، وأن تناول وجبة الإفطار مبكرًا يمنح الجسم الطاقة اللازمة لبدء يومه بنشاط. ولكن مع نمط الحياة الحديث، أصبح من الشائع تأخير هذه الوجبة لأسباب مختلفة، سواء كان ذلك بسبب الاستيقاظ المتأخر، أو ضيق الوقت، أو حتى اتباع أنظمة غذائية مثل الصيام المتقطع. هذا يثير تساؤلًا مهمًا: هل لتناول الإفطار في وقت متأخر أضرار صحية؟
تشير العديد من الدراسات إلى أن توقيت وجبات الطعام يلعب دورًا مهمًا في صحة الجسم، وليس فقط نوعية الطعام وكميته. تناول الإفطار في وقت متأخر، خاصة بعد الساعة التاسعة صباحًا، قد يؤثر سلبًا على مؤشر كتلة الجسم، ويزيد من احتمالية زيادة الوزن. وذلك لأن الجسم يكون أكثر حساسية للأنسولين في ساعات الصباح الباكرة، مما يجعله يستخدم السكر بكفاءة أكبر. عند تأخير الوجبة، قد يضعف هذا الاستخدام، مما يؤدي إلى تخزين المزيد من الدهون.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر تأخير الإفطار على مستوى السكر في الدم. الأشخاص الذين يتناولون إفطارهم متأخرًا قد يعانون من ارتفاع في نسبة السكر في الدم بعد الوجبة مقارنة بمن يتناولونها مبكرًا. هذا الارتفاع قد يزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهو مقدمة لمرض السكري من النوع الثاني.
كما أن هذا التأخير قد يربك الساعة البيولوجية للجسم، وهي النظام الداخلي الذي ينظم العديد من وظائفه الحيوية. فجسم الإنسان مبرمج على حرق السعرات الحرارية بكفاءة أكبر في الصباح. عندما تتجاهل هذا النمط الطبيعي، قد يواجه جسمك صعوبة في هضم الطعام بشكل صحيح، مما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي.
في النهاية، يبدو أن هناك أدلة علمية تدعم فكرة أن تناول الإفطار في وقت متأخر قد لا يكون الخيار الأمثل للصحة. ومع ذلك، من المهم الأخذ في الاعتبار أن هذه ليست قاعدة مطلقة. فالأمر يعتمد أيضًا على نمط الحياة العام للشخص، وكمية ونوعية الطعام الذي يتناوله. لذلك، يُنصح دائمًا باستشارة أخصائي تغذية لتحديد أفضل توقيت للوجبات بما يتناسب مع احتياجاتك الصحية الفردية.














