خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير» .. بقلم : طارق الشناوي

لايت نيوز

0:00

خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير».

كتب : طارق الشناوي

من لم يلتق نعيمة الصغير فاته الكثير، لا تقرأ ولا تكتب ولكنها تستطيع أن تصل إلى عمق الحقيقة، رحلت قبل أكثر من 30 عامًا، ولا تزال «قفاشاتها» تنبض بالحياة.

أجريت معها حوارًا في منتصف الثمانينيات، نشرته في مجلة «روزاليوسف»، قالت لي عن إحدى النجمات، لا ينقصها شيء سوى أن تضع «سونتيان» على وجنتيها، كانت وجنتا تلك النجمة متضخمتين «خلقة ربنا» قبل زمن «البوتوكس»، ورغم ذلك لم تسلم من لسان آخر عناقيد الكوميديا الفطرية.

ما الذي كان من الممكن أن تذكره نعيمة الآن وهي ترى العديد من نجماتنا، وقد صرن شفاهًا متضخمة ووجنات أكثر تضخمًا وضع بجوارها أنف وأذنان، جميعهن صرن نسخًا من صورة واحدة، أشباحًا تتحرك على قدمين، بعد أن استسلمن فيما يبدو لنفس الجراح، محدود الموهبة «حافظ مش فاهم»، كل منهن تحلم بإيقاف عقارب الزمن، بينما الزمن ليس هو ما نراه على وجوهنا، ولكنه ما يعيش داخلنا، وهو ما لا يجدي في إيقافه كل حقن «البوتوكس» المتوافرة في كل الدنيا .

تذكرت حواري مع نعيمة الصغير وأنا أشاهد تلك النجمة، في مسلسلها الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان الماضي، بعد غياب دام عامين، للتذكرة كانت قبل نحو 15

عامًا إحدى أوراق رمضان الرابحة.

فشلها المتكرر في السنوات الأخيرة، أطاح بها بعيدًا عن الرقعة، لا حظت أنني أتابع حوارها بصعوبة، بسبب مشاكل في مخارج الألفاظ، تضخم الشفتين أدى بها لأن تمضغ

حروف الكلام، فلا تدرك بالضبط ما الذي تقوله، تعودت عقب كل فشل لعمل درامي، إقامة الندوات، وتبدأ في التشنيع على كل من تسول له نفسه بانتقاد المسلسل، تخاصمها السينما لأنها

لم يعد لها مكانًا على الخريطة، فتعلن أنها هي التي قررت أن تقاطع كاميرا السينما، فهي تحافظ على رصيدها، وعبثًا تحاول أن تبحث عن هذا الرصيد المزعوم، هنا أو هناك، فلا تجد

على أكثر تقدير، سوى قبلة هنا، ومشهد جنسي ساذج هناك .

عمليات الشد التي تم إجراؤها «بغشومية» أحالتها وأخريات، إلى وجوه جامدة مشدودة، وكأنهن أسماك ملونة في حوض للفرجة فقط، صرن مثل ورود وأزهار الزينة بلا

طعم ولا لون ولا إحساس.

الفنانة السورية القديرة منى واصف قالت، في تصريح لها، في بداية شهر رمضان الماضي: «كيف يكبر المتفرج ثم يكتشف وهو يشاهد العمل الفني أن نجمه المفضل الذي كان

يماثله في العمر، صار وكأنه في عمر أبنائه».

الممثل رأسماله التعبير بالوجه وتحديدًا العينين، الفنان يظل قادرًا على العطاء طالما تمتع بتلك المرونة التي تجعله يتواءم مع الأيام، فهو يؤدي في الحياة الفنية دور مراهق ثم شاب، وبعد ذلك أب وجد، وهكذا الزمن يمضي والأدوار تتجدد أيضًا، الزمن يمنح المبدع مساحات أكثر في التعبير، ولهذا ينبغي ألا يخاصمه، تقرأ عن نجمات بحجم شارون ستون وميريل ستيريب وهما تعلنان رفضهما البوتكس، حتى لو تورطتا مرة، فلم تعاودا التجربة مجددًا .

العديد من النجمات تخرج الحروف مترنحة من بين شفاههن المتضخمة «على سنجة عشرة»، إلا أنها في نهاية رمضان، ستؤكد أن مسلسلها الفاشل، احتل المركز الأول عند

الجمهور، واللى مش مصدق «يوزن بره».

«السونتيان» الذي اقترحته نعيمة الصغير لتغطية وجناتها، لا أتصوره قادرًا على تغطية شفايفها!